إطلاق تجريبي
نبذة عنه
نبذة عن الكاتب
الإمام النووي هو الأمام أبو زكريا محي الدين يحي بن شرف النووي الدمشقي وكنيته محيي الدين، وأبو زكريا، ولقب بـ “شيخ الشافعية” وقطب الأولياء” وشيخ الإسلام والمسلمين”، وعمدة الفقهاء والمُحدّثين”، وصفوة الأولياء والصالحين”.
ومحرر المذهب ومهذبه, وحققه ومرتبه, إمام أهل عصره عِلماً وعبادة, وزاهد المحققين, ومحقق الزهاد, لم تسمع بع التابعين بمثله أذنٌ, ولم تر ما يدانيه عينٌ, راقبَ الله في سره وجهره, ولم يبرح طرفة عين عن امتثال أمره, ولم يضيع من عمره ساعةً في غير طاعة مولاه, إلى أن صار قطب عصره, وحوى من الفضل ما حواه, وبلغ ما نواه, فشرُفتْ به نواه, ولم يلفِ له من ناواه.
حيث كان لا يضيع وقتًا لا في الليل ولا في النهار إلا بالاشتغال بالعلم، حتى في ذهابه في الطريق ومجيئه كان يشتغل في تكرار ما أطلع عليه أو مطالعة شيء جديد.
مولده ونسبه
ولد الإمام النووي في قرية تسمى نوى وهي قرية من قرى حَوْران في سوريا عام 631هـ لأبوين كانا صالحين، ولما بلغ العاشرة من عمره بدأ حفظ القرآن وقراءة علوم الفقه على بعض أهل العلم. وفي سنة 649هـ قَدِمَ مع أبيه إلى دمشق لاستكمال تحصيله العلمي في مدرسة دار الحديث، وسكنَ المدرسة الرواحية، وهي ملاصقة للمسجد الأموي. وفي عام 651 هـ حجَّ مع أبيه ثم رجع إلى دمشق، وهناك أكب على علمائها ينهل منهم.
أخلاق الإمام النووي وصفاته
كان الإمام النووي مهيبًا، قليل الضحك، عديم اللعب، يقول الحق وإن كان مرًّا، لا يخاف في الله لومة لائم، وكان الزهد والورع أهم ملامح شخصيته؛ حيث أجمعَ أصحابُ كتب التراجم أنه كان رأسًا في الزهد، قدوة في الورع، عديم النظير في مناصحة الحكام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ وكان رحمه الله لا يأكل في اليوم والليلة إلا أكلة واحدة بعد العشاء الآخرة، وكان لا يأخذ من أحد شيئا، وكان كثيرًا ما يكاتب الأمراء والوزراء، وينصحهم لما فيه خير البلاد والعباد.
حياة النووي العلمية
تميزت حياته العلمية بعد وصوله إلى دمشق بثلاثة أمور:
الأول: الجدّ في طلب العلم والتحصيل في أول نشأته وفي شبابه.
والثاني: سعَة علمه وثقافته، وقد جمع إلى جانب الجدّ في الطلب غزارة العلم والثقافة المتعددة، فقد كان يقرأ كلَّ يوم اثني عشر درسًا على المشايخ شرحًا وتصحيحًا.
الثالث: غزارة إنتاجه، فقد بدأ به عام 660 هـ، أي في الثلاثين من عمره، وقد بارك اللّه له في وقته، وأعانه، فأذاب عُصارة فكره في كتب ومؤلفات عظيمة ومدهشة، تلمسُ فيها سهولةَ العبارة، وسطوعَ الدليل، ووضوحَ الأفكار. وما زالت مؤلفاته حتى الآن تحظى باهتمام كل مسلم.
شيوخه وتلامذته
سمع أبا الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر، ومحمد بن أحمد المقدسي، وهو أجلُّ شيوخه، وأبا إسماعيل بن أبي إسحاق إبراهيم بن أبي اليسر، وأبا العباس أحمد بن عبد الدائم، وأبا البقاء خالد النابلسي، وأبا محمد عبد العزيز بن عبد الله محمد بن عبد المحسن الأنصاري، والضياء بن تمام الحيصي، والحافظ أبا الفضل محمد بن محمد البكري، وأبا الفضائل عبد الكريم بن عبد الصمد خطيب دمشق، وأبا محمد عبد الرحمن بن سالم بن يحيى الأنباري، وأبا زكريا يحيى بن الفتح الصيرفي الحراني، وأبا إسحاق إبراهيم بن علي بن أحمد بن فاضل الواسطي، وغيرهم. كما كان للإمام النووي تلاميذ كثر، قال ابن العطار: “وسمع منه خلق كثير، من العلماء والحفاظ والصدور الرؤساء، وتخرج به خلق كثير من الفقهاء، وسار علمُه وفتاويه في الآفاق، ووقع على دينه وعلمه وزهده وورعه ومعرفته وكرامته الوِفاق”، وقال الإمام الذهبي: “وحدّث عنه ابن أبي الفتح، والمزي وابن العطار”، كما أخذ عنه المحدث أبو العباس أحمد بن فرح الإشبيلي، كان له ميعاد عليه يوم الثلاثاء والسبت، شرح في أحدهما صحيح البخاري وفي الآخر صحيح مسلم. ومنهم أيضاً: الرشيد إسماعيل بن المعلم الحنفي، وأبو عبد الله محمد بن أبي الفتح الحنبلي، وأبو الفضل يوسف بن محمد بن عبد الله المصري ثم الدمشقي، وغيرهم كثير.
مؤلفاته
صنَّف الإمام النووي كتبًا في الحديث والفقه عمَّ النفع بها، وانتشر في أقطار الأرض ذكرها؛ منها:
* المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج.
* روضة الطالبين وعمدة المفتين (في الفقه).
* منهاج الطالبين وعمدة المفتين (في الفقه).
* رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين (في الحديث).
* الأذكار المنتخب من كلام سيد الأبرار.
* التبيان في آداب حملة القرآن.
* التحرير في ألفاظ التنبيه لأبي إسحاق الشيرازي (في اللغة).
* العمدة في تصحيح التنبيه. الإيضاح في المناسك (في الفقه).
* إرشاد طلاب الحقائق إلى معرفة سنن خير الخلائق (في مصطلح الحديث).
* التقريب والتيسير في معرفة سنن البشير النذير (في مصطلح الحديث).
* الأربعون النووية (في الحديث).
* بستان العارفين (في الرقائق).
* شرح صحيح مسلم (يعد أحد أشهر الكتب التي شرحت الصحيحين).
* مناقب الشافعي. مختصر أسد الغابة (في التراجم).
* الفتاوى أو المسائل المنثورة.
* أدب المفتي والمستفتي مسائل تخميس الغنائم.
* مختصر التذنيب للرافعي.
* دقائق الروضة.
* دقائق المنهاج.
* تحفة طلاب الفضائل (في التفسير والحديث والفقه واللغة).
* الترخيص في الإكرام والقيام (في الفقه).
* مختصر آداب الاستسقاء.
* رؤوس المسائل.
* مسألة نية الإغتراف.
هذه مؤلفات أتمها، وهناك عدة مؤلفات لم يتمها منها: المجموع شرح المهذب لأبي إسحاق الشيرازي (في الفقه)، تهذيب الأسماء واللغات (في اللغة والتراجم)، قطعة من شرح الوسيط لأبي حامد الغزالي، قطعة من شرح صحيح البخاري، قطعة يسيرة من شرح سنن أبي داود، منشورة باسم: الإيجاز في شرح سنن أبي داود، قطعة في الإملاء على حديث الأعمال بالنيات. كتاب الأمالي (في الحديث)، الخلاصة في أحاديث الأحكام، مسوّدة من طبقات الفقهاء: وقد بيّضه الحافظ المزي.. وغيرها من الكتب.
وفاة الإمام النووي
توفي الإمام النووي سنة (676هـ) بعد أن رجع إلى نَوى وردَّ الكتب المستعارة من الأوقاف، وزار مقبرة شيوخه، فدعا لهم وبكى، وزار أصحابه الأحياء وودّعهم، وزار والدَه وزار بيت المقدس والخليل، ثم عاد إلى نوى؛ فمرض بها، ومات في 24 من رجب؛ فرحمه الله رحمةً واسعة، ورفع درجاته, وجعله في أعلى عليين مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين آمين.
Powered by Froala Editor
Powered by Froala Editor
Powered by Froala Editor