إطلاق تجريبي
أصل الكتاب عبارة عن شرح لمتن من أشهر متون العقائد المعتمدة في الجملة لدى أهل السُّنة والجماعة، وهو ما سطره الإمام الطحاوي الحنفي كعقيدة له ولأئمَّة الدين المتبعين، وقد اشتهر بـ((العقيدة الطحاوية))، وقد جمَع فيه مؤلفه رحمه الله عقيدة أهل السنة والجماعة بإيجاز، مبيِّنًا عقائد أهل السُّنة والجماعة المستقاة من الكتاب والسُّنة، بعيدًا عن الأهواء المتعدِّدة، والمذاهب المضلِّلة.
وقد كتب الله تعالى القَبول لهذا المتن عند مختلف المدارس التي تنتسب لأهل السُّنة، وتتابع عليه طلبة العلم حفظًا، والعلماء شرحًا، ونظمًا.
وقد تعدَّدت شروحات هذه العقيدة، وتنوَّعت؛ فمنها المختصر، والمبسوط، وكان ممَّن شرحها وانتشر شرحه ابن أبي العز الحنفي، مفصِّلًا محتواها، وموضحًا لما أشكل فيها، وكان دافعه لشرحها أنه رأى بعض من تصدَّى لشرحها ممَّن تأثر بعلم الكلام، أو كان يعتقد اعتقادًا ضالًّا يلوي أعناق نصوص المتن؛ ليوافق هواه، أو يحشِّي الشرح بعبارات أهل الكلام، فأراد الإمام ابن أبي العز أن يشرح العقيدة شرحًا سلفيًّا بعيدًا عن الأهواء المنحرِفة، والعبارات الكلاميَّة الدخيلة، فكان هذا الشرح على العقيدة الطَّحاوية.
فالمتن هو العقيدة الطحاوية: المسماة بـ "بيان اعتقاد أهل السنة والجماعة" أحد أهم الكتب في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة كما وردت في منبعيها الكتاب والسنة بعيداً عن الآراء والمذاهب.
مؤلفها: الإمام هو أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة الأزديّ الطحاوي، فقيه انتهت إليه رياسة الحنفية بمصر. ولد ونشأ في طحا من صعيد مصر، وتفقه على مذهب الشافعيّ، ثم تحول حنفيا. توفي سنة 321هـ.
الشارح: ابن أبي العز: صَدرُ الدين أبو الحسن عليُّ بن علاءِ الدين الدمشقي الصالحيَّ الحنفي. ولد ونشأ في دمشق في كنف أسرة جميعُ أفرادها كانوا ينتحلون مذهب أبي حنيفة، ومعظمهم قد تولى القضاء في الشام. ولكنه تخلص من ربقة التقليد، وأصبح يرجح ما استبان له الدليل، توفي ابن أبي العز سنة 792هـ، ودفن في دمشق بسفح جبل قاسيون.
ولقي شرح ابن أبي العز قبولا ورواجا فلا تكاد تجد عالما لم يتصدّ لشرحه أو التعليق عليه .
قم بتسجيل الدخول حتى تستطيع التعليق