وصف الكتاب

كتاب الشمائل المحمدية للإمام الترمذي يعتبر من الكتب التي تفردت بذكر كافة شمائل النبي صلى الله عليه وسلم, يذكر لنا أوصافه وعاداته وعباداته وأخلاقه ومعاملاته.

إن هذا  الكتاب على إيجازه وصغر حجه, يعطيك أخي المسلم لوحة ناصعة, وصورة صادقة وواضحة عن شخصية الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم, ليكون لك الأسوة والقدوة والمثل.

إنه وصف جميل, في غاية الإحكام لذات المصطفى صلى الله عليه وسلم, خلقاً وخُلقاً " بحيث إن مطالع هذا الكتاب, كأنه يطالع طلعة ذات الجناب, ويرى محاسنه الشريفة في كل باب"

لقد ضم بين دفتيه ما ينوف على (400) حديث, وزعت على (56) باباً لكل باب عنوان تم اختياره بدقة, واخرج تحته حديث أو أكثر يخدم الغرض من الترجمة.

استهل المصنف كتابه برواية جميلةٍ من الأحاديث التي تصف جمال طلعته صلى الله عليه وسلم, وبديع خلقته, وكمال صورته. فهو كما نعتتهُ الصحابية الوصَّافة أم معبدٍ الخُزاعيةُ, أجمل الناس من بعيدٍ, وأحلاهُ وأحسنهُ من قريب"

ثم أعقب ذلك بطاقة من الروايات التي تتعلق بالمظهر العام كوصف خضابهِ صلى الله عليه وسلم, ولباسه, ونعلهِ, وخاتمه, وعمامته, وغير ذلك.

ثم انتقل الحافظ الترمذي إلى وصف الأمور التي تتصل بالحياة اليومية كعيشهِ صلى الله عليه وسلم, وطعامهِ, وشرابهِ, وما كان من هذا القبيل.

ثم عرج على النواحي الاجتماعية في حياته صلى الله عليه وسلم فوصف تعطره, وكلامه, وضحكته, ومزاجه, وحسن عشرته لأزواجه أمهات المؤمنين, وما إلى ذلك.

ثم روى المؤلف مجموعة من الأحاديث التي تتعلق بنومه صلى الله عليه وسلم, وعبادته, وقراءته, وبكائه, وفراشه, وتواضعه, وخلقهِ, وحيائهِ, وحجامتهِ.

ثم أتحفنا الترمذي بروايات تبين لنا على التالي: أسماءهُ صلى الله عليه وسلم, وعُمرهُ, ووفاتهُ, ورؤيته في المنام, وخُتم الكتاب بحديث مقطوع عن التابعي الجليل محمد بن سيرين, فيه تنبيه الناس وتحذيرهم من التحدث عن الكذابين, والاحتياط في الرواية عن الضعفاء, وذلك أن هذا العلم دين, خذوه عن الذين استقاموا, ولا تأخذه عن الذين مالوا

للترمذي شرف السبق في جمع شمائله صلى اله عليه وسلم في مصنفٍ منفردٍ, وكانت قبله مثبوتهً في تضاعيف الصحاح, وحنايا السنن, وبطون المسانيد, وما إلى ذلك من المصنفات الحديثية.

وقد تقَّبل العلماء كتابه " الشمائل" وأثنوا عليه, وامتدحوه لما فيه من الاختصار, والاستيعاب, وحسن التبويب والترتيب.

Powered by Froala Editor