مدمرات الحياة الزوجية التي لم يخبرك بها أحد

أوراق عربية
حول الكتاب

الشيطان يكمن في التفاصيل

تردّدت كثيرا قبل كتابة هذه الصفحات، ولذلك لشدّة حساسيتها، وخصوصيتها، والحرج الكبير من كل الناس من التحدث عنها في سياق العلاقة الزوجيّة، ولولا أني لمست ورأيت بعيني حالات لا حصر لها من حالات الجفاء والجفاف العاطفي والانفصال والطلاق تكون ناتجة عن عدم الصراحة والوضوح في هذه الأمور لما تجرأت وكتبت.

بل إني دهشت لأن فقهاء المسلمين في كتبهم الفقهية تحدثوا عن كثير من هذه الأمور وبينوا حكمها وتأثيرها وحقوق الطرف المتضرر معنويا أو ماديا .

ولما كان من سنّة النّبيّ صلى الله عليه وسلّم أنّه «لا استحياء في الدين» كما قالت أم سليم لما ارادت السؤال في شيء مما يُستحيى منه : «يا رسول الله إن الله لا يستحيي من الحق»، ونصيحة لإخواني وأخواتي وأبنائي وبناتي المقبلين على الزواج أو الذين هم متزوجون فعلا وقد يعاني بعضهم بسبب من هذه الأسباب كتبت هذا الكتاب على عجل، والحقيقة أني لم أبذل عناية كبيرة فيه لأنه ليس مرجعا علميا ولا شرعيا، وإنما هو توجيه وتنبيهات في أمور تخفى على البعض، والبعض لا تخفى عليه لكنه لا يشعر بأثرها فيتركها تتفاقم وتهدم بيته والبعض يدرك خطرها لكن لا يدري كيف يتعامل معها.

كثير من الأزواج يعتقد أنّ الأمور الصغيرة التافهة في نظره لا تهدد عرشه، ولا يمكن أن تهدم بيته، ولكنه لا يعرف أنّ هذه الأمور الصغيرة – وقد تكون كبيرة دون أن يشعر- هي السيمفونية التي يعزفها الشيطان ويرقص عليها .

وهي المنافذ التي يتسرب منها دائما إلى تفكير الطرف الآخر ، الشريك الذي يقاسمك الحياة حلوها ومرّها، ويخالطك بجسده وروحه وأنفاسه.

هذه الصغائر قد تكون الواحدة منها كبيرة في نظر شريكك وأنت لا تشعر .

وقد تكون صغيرة فعلا لكن الصغائر تتراكم فتتحول إلى كبائر وعظائم .

عود القشّ الصغير إذا انضم إليه غيره مرة بعد مرة سيصبح كومة كبيرة من القش تحرق المنزل ومن فيه بسبب شرارة .

انتبه للفاصيل، فكثيرا ما تكون هذه التفاصيل سحويات صغيرة من رصيدك عند الطرف الآخر، يوما ما قد تفاجأ بأنّ الرّصيد لا يكفي للسحب ولا للدفع .

أعتذر مقدما عن مافي الكتاب من ألفاظ وتعبيرات غاية في الصراحة وقد تخدش الحياء أو تثير التقزّز، ولكن السياق اضطرني لذلك لأن بعض المشاكل لابد فيها من التصريح ، وهذه الألفاظ جاءت في سياق التنبيه لمن لعله لا ينتبه للمقصود أو لا يكترث ربّما.

اضطررت لإثارة القرف أحيانا لأوصل للقارئ مدى سوء المشكلة وأنّها لا تحتمل المجاملة وتزويق الألفاظ والعبارات، وأتمنى فعلا أن تكون رسالتي وصلت، لأني آسف كثيرا لبيوت هدمت وأسر تشتت لأسباب منع من معالجتها الخجل ومراعاة المشاعر فقط لا غير ، وأنا أعرضها هكذا بدون ترتيب منطقي بل حسب ما دوّنته، أسأل الله أن ينفع به من وصل إليه.


قم بتسجيل الدخول حتى تستطيع التعليق

لا توجد تعليقات