إطلاق تجريبي
لا توجد كتب صوتية الان
صدّر البخاريّ رحمه الله كتابه "الصّحيح" بهذا الحديث، وأقامه مقام الخطبة له، إشارةً منه إلى أن كلّ عملٍ لا يراد به وجه الله، فهو باطلٌ، لا ثمرة له في الدّنيا ولا في الآخرة، ولهذا قال عبد الرّحمن بن مهدي: «لو صنّفت الأبواب، لجعلت حديث عمر في الأعمال بالنّيّة في كلّ بابٍ، وعنه أنّه قال: «من أراد أن يصنّف كتاباً، فليبدأ بحديث "الأعمال بالنّيات"».
وهذا الحديث أحد الأحاديث الّتي يدور الدّين عليها، فروي عن الشّافعيّ أنّه قال: «هذا الحديث ثلث العلم، ويدخل في سبعين باباً من الفقه».
وعن الإمام أحمد قال: «أصول الإسلام على ثلاثة أحاديث: حديث عمر: "الأعمال بالنّيّات"، وحديث عائشة: "من أحدث في أمرنا ما ليس منه، فهو ردٌّ" وحديث النّعمان بن بشيرٍ: "الحلال بيّنٌ، والحرام بيّنٌ" ».
وقال الحاكم: حدّثونا عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه أنّه ذكر قوله عليه الصلاة والسلام: "الأعمال بالنّيّات"، وقوله: "إنّ خلق أحدكم يجمع في بطن أمّه أربعين يوماً"، وقوله: "من أحدث في ديننا ما ليس منه فهو ردٌّ" فقال: «ينبغي أن يبدأ بهذه الأحاديث في كلّ تصنيفٍ، فإنّها أصول الحديث».
وعن إسحاق بن راهويه، قال: «أربعة أحاديث هي من أصول الدّين: حديث عمر: "إنّما الأعمال بالنّيّات"، وحديث: "الحلال بيّنٌ والحرام بيّنٌ"، وحديث "إنّ خلق أحدكم يجمع في بطن أمّه"، وحديث "من صنع في أمرنا شيئاً ليس منه، فهو ردٌّ"».
وروى عثمان بن سعيدٍ عن أبي عبيدٍ، قال: «جمع النّبي × جميع أمر الآخرة في كلمةٍ: "من أحدث في أمرنا ما ليس منه، فهو ردٌّ"، وجمع أمر الدّنيا كلّه في كلمةٍ: "إنّما الأعمال بالنّيات" يدخلان في كل باب».
وعن أبي داود، قال: «نظرت في الحديث المسند، فإذا هو أربعة آلاف حديثٍ، ثمّ نظرت، فإذا مدار الأربعة آلاف حديث على أربعة أحاديث: حديث النّعمان بن بشيرٍ: "الحلال بيّنٌ والحرام بيّنٌ"، وحديث عمر: "إنّما الأعمال بالنّيّات"، وحديث أبي هريرة: "إنّ الله طيّبٌ لا يقبل إلّا طيّباً، وإنّ الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين" الحديث، وحديث: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"، قال: فكلّ حديثٍ من هذه ربع العلم».
قم بتسجيل الدخول حتى تستطيع التعليق