وسم الفقيه وسمت المتفقّه

وسم الفقيه وسمت المتفقّه
حول الكتاب

أمّا بعد:

فإنّه لمّا عظُم شأن الفقه في الدّين، وتسنّم الفقهاء منه سنام السّناء، وكانوا قرّات الأعين، ولا تلِمّ بهم على كثرتهم أعين الأسوياء، فنعق بهم في أعصارنا ناعق الفناء، وتفانت بتفانيهم أندية ذاك العلاء، رأيتُ أن أستخير الله - تبارك و تعالى - وأستوفِقه، وأستعينه، وأستهديه، وأتبرّأ من الحول والقوّة إلاّ به، في تصنيف هذا الكتاب في الفقه لائق بالوقت، أفصح - فيه إن شاء الله - عن صفة الفقيه في دين الله، وشروطه، وأوصافه وأحكامه، وعن الفقه والتّفقّه، فرائضه، وآدابه، جامعاً فيه شمل نفائس التقطتها من خبايا الرّوايا، وخفايا الزّوايا، ومهمّات تقرّ بها أعين الفقهاء ويرفع من قدرها من كثرت مطالعاته من الفهماء.

أردتُ به تنبيه الطّلبة من أمثالي، وحثّ نفسي وأترابي، على الاجتهاد في طلب منازل الاجتهادِ، حسبةً لله، لا رغبةً في شرف دنيا، أو متاع زائل، وإنّما الاحتسابِ على الله في سدّ حاجة الأمّة من أهل العلم والفقهاء، الّذين يحفظ الله بهم الشّريعة، ويؤيّد بهم  الدّين والملّة.

وغرضي أن يستقلّ المبرّز الّذي آتاه الله فهماً وفقهاً وسعة في الوقت بعلمه عن التّقليد، وأن ينزع حبلَ قياده من كلّ أحد ويضعه بيد المصطفى e فهو المتبوع المُقلّد وجوباً لا غير.

Powered by Froala Editor

قم بتسجيل الدخول حتى تستطيع التعليق

لا توجد تعليقات