إطلاق تجريبي
نبذة عنه
نبذة عن الكاتب
عبد الرحمن الثعالبي مفسر وفقيه مالكي صوفي وفقيه ومتكلم على طريقة أهل السنة من الأشاعرة. ولد بالجزائر موطن آبائه وأجداده الثعالبة، وهو أحد أعلام الأشاعرة المالكية في القرن التاسع الهجري. وقد صار رمزا لمدينة الجزائر التي أضحت تعرف بمدينة سيدي عبد الرحمان.
الميلاد
هو أبو زيد عبد الرحمان بن محمد بن مخلوف بن طلحة بن عامر بن نوفل بن عامر بن منصور بن محمد بن سباع بن مكي بن ثعلبة بن موسى بن سعيد بن مفضل بن عبد البر بن قيس بن هلال بن عامر بن حسان بن محمد بن جعفر بن أبي طالب
وُلِدَ عبد الرحمن الثعالبي سنة 786هـ (1384م) قرب وادي يسر وبجوار مدينة يسر الواقعة حاليا بولاية بومرداس شمال شرقي العاصمة الجزائرية، حيث تبعد عنها بمسافة 62,3 كلم، وهذه المدينة هي موطن آبائه وأجداده الثعالبة، يقال أبناء «ثعلب بن علي» من عرب المعقل الجعافرة.
النشأة والتكوين
نشأ عبد الرحمن الثعالبي في بيئة علم ودين وصلاح في جبال الخشنة المطلة على وادي يسر ووادي الجمعة، استهل تعلمه على يدي علماء منطقة القبائل.
ثم انتقل وتكون في قصبة الجزائر ثم قصد المغرب الأقصى بصحبة والده محمد بن مخلوف فتعلم أصول الدين والفقه المالكي فأخذ عن العجيسي التلمساني المعروف بالحفيد.
وزار مدينة بجاية فمكث بها سنة ثم عاد إلى مسقط رأسه في يسر بعد وفاة والده ثم رجع لمدينة بجاية فنزل بها سنة 802هـ (1399م) ومكث فيها حوالي السبع سنوات، وتعلم فيها داخل مسجد عين البربر وكذلك جامع بجاية الأعظم في قصبة بجاية مع زملائه يحيى العيدلي وسيدي بوسحاقي مع آخرين. وكان تتلمذه على أئمة مقتدى بهم في العلم والدين والورع، أصحاب الفقيه الزاهد الورع عبد الرحمن الوغليسي، وأصحاب الشيخ أبي العباس أحمد بن إدريس كالشيخ الإمام الحافظ أبي الحسن علي بن عثمان المنجلاتي، والشيخ الولي الفقيه المحقّق أبي الربيع سليمان بن الحسن، وأبي الحسن علي بن محمد البليليتي، وعلي بن موسى، والإمام العلامة أبي العباس النقاوسي، فحضر مجالسهم.
ثم انتقل إلى تونس سنة 809هـ (1406م) فتعلم على تلاميذ ابن عرفة كالشيخ أبي مهدي عيسى الغبريني، والشيخ الجامع بين علمي المنقول والمعقول أبي عبد الله الأبي، وأبي القاسم البرزلي، وأبي يوسف يعقوب الزغبي، وغيرهم.
ثم ارتحل إلى مصر سنة 814هـ (1412م)، فسمع صحيح البخاري واختصار إحياء علوم الدين بها على البلالي، وحضر مجلس شيخ المالكية بها أبي عبد اللَّه البساطي، وحضر كثيرًا عند شيخ المحدثين بها ولي الدين العراقي الذي أجازه بعدما أخذ عنه علم الحديث مع علوم ومعارف أخرى، كما أخذ عن غيرهما من العلماء.
ثم رجع إلى تونس سنة 817هـ (1415م) فإذا في موضع الغبريني الشيخ أبو عبد اللَّه القلشاني خلفه فيه عند موته فلازمه، وأخذ صحيح البخاري إلا يسيرًا عن البرزلي، ولم يكن بتونس يومئذ من يفوت الثعالبي في علم الحديث إذا تكلم أنصت العلماء وقبلوا ما يرويه، تواضعًا منهم وإنصافًا واعترافًا لحقه، وكان بعض فضلاء المغاربة يقول له لما قدم من مصر: كُنْتَ آيَةٌ فِي عِلْمِ الْحَدِيثِ، وحضر أيضًا مجلس الشيخ الأبي وأجازه. ثم قدم تونس الشيخ ابن مرزوق عام 819هـ (1417م) فأقام بها نحو سنة فأخذ الثعالبي عنه كثيرًا وسمع عليه موطأ الإمام مالك بقراءة الفقيه أبي حفص عمر القلشاني ابن الشيخ أبي عبد اللَّه مع علوم أخرى، وأجازه وأذن له هو والأبي في الإقراء، وأخذ عن غيرهم من الأئمة كالشيخ المحدث عبد الواحد الغرياني وحافظ المغرب أبي القاسم العبدوسي وابن قرشية.
ثم ارتحل إلى الأناضول أين زار مدينة بورصة التي لقي فيها استقبالا عظيما، فأقيمت له زاوية صوفية هناك وحبست عليه، وماتزال تلك الزاوية وقفا حبسا على الثعالبي إلى اليوم.
ثم قصد الحجاز فأدى فريضة الحج، واختلف إلى مجالس العلم هناك، ثم قفل راجعا إلى مصر ليواصل دراسته فيها، ومنها إلى تونس، فوافى بها ابن مرزوق الحفيد التلمساني، فلازمه وأخذ عنه الكثير.
ثم عاد بعد هذه الرحلة الطويلة في طلب العلم والمعرفة إلى قصبة الجزائر، فاهتم بالتأليف وصار يلقي دروسه بأكبر مساجد الجزائر آنذاك وهو الجامع الكبير.
تولى القضاء زمنا قصيرا، ثم تركه لينقطع إلى الزهد والعبادة، كما قام بالخطابة على منبر الجامع الكبير بالجزائر، ويروى أن من بقايا آثاره المتبرك بها إلى اليوم بهذا المسجد (مقبض عصا خطيب صلاة الجمعة).
المصدر: ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
Powered by Froala Editor