شرح نصوص مختارة -الجزء السّابع- نص الفتوى الحموية

أوراق عربية
0.00
التصنيف العقيدة
الصفحات 187
صيغة الملف pdf
حول الكتاب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

هذه الرسالة العظيمة من رسائل ابن تيمية رحمه الله والتي تسببت له في محن وبلايا بسبب ما بيّنه فيها وفيما قبلها من مذهب السلف في قضايا الأسماء والصفات، وجرت بينه وبين مخالفيه من العلماء والقضاة والسلاطين مناظرات ومواقف .

وقد بيّن فيها مذهب السلف في قضايا محورية تدل على ما سواها، إذ دلّل على صحة منهج السلف من خلال ما اتفق عليه طوائف كثيرة من الأمة حتى المخالفين له، لتكون حجة عليهم فيما خالفوه فيه من القضايا الأخرى .

وعلى العموم فتناولي للرسالة في هذا الجزء ليس لأجل مافيها من قضايا ومسائل الاعتقاد، التي يعرف القاصي والداني مذهبه وما قرره  فيها، وتناولها العديد من الشرّاح .

وإنما أتناول الإشارات والتنبيهات الّتي ضمّنها ابن تيمية سياق هذه الفتوى في قضايا تربوية ومنهجية:

أولاً:  لأن شيخ الإسلام ابن تيمية قدوة في هذا المجال خاصة وهو قد عاش فترة زمنية ارتفع فيها الباطل وظهر، ودرس فيها الحق وبطن، حتى تحقق فيهم ما قاله ابن مسعود رضي الله عنه: «كيف أنتم لبستكم فتنة يهرم فيها الكبير، ويربو فيها الصغير، ويتخذها الناس سنة، فإذا غُيّرت قالوا: غيرت السنة، قيل: متى ذلك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: إذا كثرت قراؤكم وقلت فقهاؤكم، وكثرت أمراؤكم، وقلت أمناؤكم والتمست الدنيا بعمل الآخرة».

وثانيا: أنّ ابن تيمية ضحية احتجاج بعض من ينتحله من المنتسبين للدعوة، وهو في حقيقة الواقع بريء منهم، فإن له في هذا المجال لمحات وإرشادات تدل على فقه وعمق ودراية في طريق التعامل مع المخالفين وفق أصول الشريعة وقواعدها دون إفراط ولا تفريط .

وقد انتخبت بعض عباراته لاستلهام مافيها أو ما تشير إليه من فقه وأصول شرعية، وترتيبها بحسب ورودها في الحموية، وجعلت لكل منها عنوانا، والله المستعان وعليه التكلان

قم بتسجيل الدخول حتى تستطيع التعليق

لا توجد تعليقات