إطلاق تجريبي
نبذة عنه
نبذة عن الكاتب
الفرزدق بن غالب بن صعصعة المجاشعي التميمي البصري (20 هـ / 641م - 110 هـ / 728م) شاعر عربي من النبلاء الأشراف، ولد ونشأ في دولة الخلافة الراشدة في زمن عمر بن الخطاب عام 20 هـ في بادية قومه بني تميم قرب كاظمة، وبرز واشتهر في العصر الأموي وساد شعراء زمانه، واسمه همام بن غالب بن صعصعة الدارمي التميمي، وكنيته أبو فراس، ولقبه الفرزدق وقد غلب لقبه على اسمه فعرف وأشتهر به.
كان عظيم الأثر في اللغة، حتى قيل «لولا شعر الفرزدق لذهب ثلث لغة العرب، ولولا شعره لذهب نصف أخبار الناس»، وهو صاحب الأخبار والنقائض مع جرير والأخطل، واشتهر بشعر المدح والفخرُ وَشعرُ الهجاء.
وقد وفد على عدد كبير من الخلفاء كعلي بن أبي طالب، ومعاوية بن أبي سفيان، وابنه يزيد، وعبدالملك بن مروان، وابنائه الوليد، وسليمان، ويزيد، وهشام، ووفد أيضاً على الخليفة عمر بن عبد العزيز، وعدد من الأمراء الأمويين، والولاة، وكان شريفاً في قومه، عزيز الجانب، وكان أبوه من الأجواد الأشراف، وكذلك جده من سادات العرب وهو حفيد الصحابي صعصعة بن ناجية التميمي، وكان الفرزدق لا ينشد بين يدي الخلفاء إلا قاعداً لشرفه، وله ديوان كبير مطبوع، وتوفي في البصرة وقد قارب المائة عام.
نسبه ونشأته
هو همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن مُحَمد بن سفيان بن مُجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر المجاشعي الدارمي الحنظلي التميمي البصري من بني مجاشع أحد أكبر قبائل بني تميم والتي تُعد من أكبر وأشرف قبائل العرب، ويكنى أبا فراس ولقبه الفرزدق وقد غلب عليه.
وكان والده غالب سيداً شريفاً من سادات العرب، وكذلك كان جده صعصعة بن ناجية سيداً مُطاعاً ووفد إلى النبي ﷺ وأسلم، وهو محيي الوئيد قبل الإسلام، وفيه يقول الفرزدق مفتخراً:
وجدي الذي منع الوائدات وأحيا الوئيد فلم توأدِ
وكان جده ناجية بن عقال من أهل الرأي والحكمة من رجالات بني تميم، وكذلك جده محمد بن سفيان كان سيداً شريفاً، وهو أول من سُمي محمداً من العرب، أما جده سفيان بن مجاشع فقد كان زعيماً من زعماء بني تميم في يوم الكلاب الأول، فكان الفرزدق من بيت شرف وسيادة وأبائه وأجداده جميعهم من الأعلام، وليس له جد غير معروف، إنما كانوا جميعهم من السادة والأشراف المعروفين المشهورين.
وأمه لينة بنت قرظة الضبية التميمية من بني ضبة من تميم، وأخوه الأخطل بن غالب وهو أسن من الفرزدق، وله أخت واحدة هي جعثن بنت غالب، وجدته لأبيه هي ليلى بنت حابس المجاشعية التميمية وهي أخت الصحابي الجليل الأقرع بن حابس الذي حكم العرب في الجاهلية حتى جاء الإسلام، وقد افتخر الفرزدق بخؤلة الأقرع له فقال:
إن الأقارع والحتات وغالباً وأبا هنيدة دافعوا لمقامي
وقال يفخر بنسبه وبأخواله:
وأنا ابن تميم الأغر وإنني في آل ضبة للمعمُ المخوِلُ
فرعان قد بلغ السماء ذُرَاهما وإليهما من كل خوف يعقل
نشأته
ولد الفرزدق عام 20 هـ في خلافة عمر بن الخطاب في بادية قومه بني تميم ونشأ بينهم حياته الأولى في منعة وقوة، في أُسرةٍ شريفة كريمة ذات سيادة ورئاسة، وأخذ منهم صفاته التي منها قوة الشكيمة، والفصاحة، والجفاء، والغلظة، ووفد الفرزدق مع أبيه غالب بن صعصعة إلى علي بن أبي طالب في البصرة وهو أول خليفة وفد الفرزدق عليه وذلك بعد معركة الجمل عام 37 هـ، فقال غالب: يا أمير المؤمنين إن إبني هذا من شعراء مضر فأسمع منه، فقال علي علمه القرآن، قال الفرزدق فوقع ذلك في قلبي، وذكر الأصفهاني عن الفرزدق أنه قال: «كنت أجيد الهجاء في أيام عثمان». قال أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتابه (نقائض جرير والفرزدق) "قال: فكان الفرزدق إذا نزل زياد البصرة نزل الكوفة، وإذا نزل زياد الكوفة نزل الفرزدق البصرة، وكان زياد ينزل البصرة ستة أشهر والكوفة ستة أشهر". ورؤى أبو عبيدة عن الفرزدق قال: «دخلتُ مع أبي على علي بن أبي طالب، وبين يديه سيوف، فقال لأبي: من أنت؟ فقال غالب بن صعصعة قال: ذو الإبل الكثيرة؟ قال نعم. قال فما فعلت؟ قال: ذعذعتها النوائبُ والحُتُوف فقال: ذاك خير سُبُلها، فمن هذا معك ؟ فقال: هذا ابني همام، وهو يقول الشعر، فقال علي: علمهُ القران فهو خير له».
أما عن بدايته الشعرية: فقد ذكر البلاذري : «كان سبب قول الفرزدق الشعر أن الأشهب بن رميلة النهشلي كان يهجو غالباً أبا الفرزدق، وكان غالب يطلب مصالحته فيأبى الأشهب، وكان الفرزدق يقول: بكيت من الجزع لأن الأشهب يهجو أبي وقومي فأريد إجابته فلا يأتي الشعر، فقلت أبياتاً فأنشدتها أبي فقال: أئت فلاناً فأنشده، فأنشدته فقال لأبي: يا أبا الأخطل إن عاش ابنك كان أشعر العرب، وجعل الفرزدق يهجو الأشهب، فلما أعيا الأشهب، طلب الأشهب الصلح بعد أن كان يُعرض عليه فيأباه» وهكذا إنتصر الفرزدق في أول معركة شعرية له وهو غلام صغير.
Powered by Froala Editor