الخلافات الأسرية

الخلافات الأسرية

2107

منذ 8 أشهر

الخلافات الأسرية أسبابها وطرق علاجها

الخلافات الأسرية من المشكلات الاجتماعية الشائعة، فلا توجد أسرة لا تعاني من خلافات، ومشاكل تعكر من صفو العلاقة بين أفرادها.حتى امتلأت أروقة المحاكم وبرزت في الإعلام الكثير من الحكايات .

ونظرًا لخطورة أثر الخلافات الأسرية على حياة أفرادها، فلا بد من التعامل الإيجابي معها؛ من أجل ألا تتطور، ولتقليص آثارها السلبية.

في هذه المقالة اليوم، سوف نتحدث عن أنواع الخلافات الأسرية، وما أثر تلك الخلافات على الأبناء، ونقدم حلول فعالة للتعامل معها.

أنواع الخلافات الأسرية

من المؤلم أن تعاني الأسرة من خلافات دائمة، أو شبه دائمة بين أفرادها؛ مما يعود بعواقب غير حميدة على بناء الأسرة، والأطفال. 

ويمكننا تعريف الخلافات الأسرية بأنها حالة من الصراع بين أفراد الأسرة؛ مما قد يتسبب في المساس بالكيان الأسري.

وهناك العديد من أنواع الخلافات الأسرية، التي تختلف الأسباب الكامنة وراء اندلاعها، ولعل السبب الشائع التقصير في الوظائف الأسرية.

ففي حال وجود قصور من أحد أفراد الأسرة في القيام بواجبه المطلوب منه اتجاه أسرته؛ فقد تنشأ المشاكل، وتتفكك الأسرة.

وكما أوضحنا أن هناك العديد من أنواع الخلافات الأسرية المختلفة، ومنها:

عدم وجود توافق بين الزوجين.

تناقر القيم بين الزوجين.

صراعات السيطرة على سلطة الأسرة

الخيانة الزوجية.

خلاقات أخلاقية مثل: العنف، وسوء المعاملة.

الخلافات المتعلقة بالماديات.

خلافات صحية ناتجة عن إصابة أحد أفراد الأسرة بمرض ما.

وغيرها من أنواع الخلافات المتعددة، التي منها ما قد ينشأ بين الزوجين منذ مرحلة ما قبل الزواج، أو بعد الزواج.

فقد يعاني الزوجين من خلافات زوجية، وتظل تلك الخلافات مهددة للكيان الأسري، حتى بعد مرحلة الإنجاب.

علاوة على عدد من الخلافات المحتملة بعد مرحلة الإنجاب، والتربية؛ مما يتطلب تعامل فعال في مواجهتها، وحلها؛ للتخلص من آثارها.

أسباب الخلافات الأسرية

كما تبين من حديثنا السابق أن هناك العديد من أنواع الخلافات الأسرية، وبالتالي تتنوع الأسباب وراء نشوء الخلافات الأسرية.

ولعل من أبرز أسباب الخلافات الأسرية، ما يلي:

عدم أداء الحقوق الزوجية من قبل أحد الزوجين، أو كليهما؛ مما يترتب عليه توتر العلاقة بينهما.

الأوضاع المالية للزوج، فقد يقصر الزوج في واجبه في الإنفاق على الأسرة؛ مما يتسبب في نشوء الخلافات.

الاختلافات الفكرية بين الزوجين، من أبرز أسباب الصراع بين الزوجين، وعدم القدرة على التفاهم بينهما.

انعدام الثقة بين الزوجين؛ حيث أن الثقة هي حجر الأساس في العلاقات، وانعدامها يزيد من مسافة البعد بين الطرفين، واندلاع المشاكل.

الأنانية من قبل أحد الأطراف، حيث تكون رغبته الأولى إشباع حاجته، ولا يكترث بالطرف الآخر؛ مما يزيد من توتر العلاقة.

عدم الاقتناع بالطرف الآخر، فقد تتفاقم المشكلات بين الزوجين؛ نتيجة عدم اقتناع أحدهما بشخصية الآخر.

التدخل الخارجي من الأقارب، والأصدقاء في العلاقة بين الزوجين؛ قد يتسبب في تفاقم المشكلات.


ما هي أهم المشكلات الأسرية التي تعوق التنشئة السوية؟

تتحمل الاسرة مسئولة تنشئة الأطفال؛ من أجل إعداد أطفال قادرين على تحقيق التفاعل مع المجتمع بشكل سليم، وسوي.

حيث تعد الأسرة هي البيئة الأولى، التي يجد الطفل نفسه فيها؛ ولهذا تؤثر الأسرة في تكوين سمات الطفل، وشخصيته.

ولكن عملية تنشئة الأطفال ليست بالعشوائية، قهي تتطلب وضع أهداف، وخطط مدروسة للتعامل مع الأطفال.

ومن أبرز المعوقات أمام التنشئة السوية للأطفال هي المشكلات الأسرية، التي تقذف المشاعر السلبية في نفوس الأطفال، وتؤثر على شخصيتهم.

ومن بين أبرز المشكلات الأسرية، التي تعوق التنشئة السوية، ما يلي:

الخلافات بين الزوجين، والعنف، والصوت العالي؛ مما يهدد اتزان الطفل بسبب عدم استقرار أوضاع الأسرة

قلة التواصل بين الوالدين والأبناء؛ نتيجة الانشغال بالخلافات الزوجية.

جهل الأب، والأم بأساليب التربية السليمة، وكيفية إشباع مطالب الأطفال.

خروج المرأة للعمل، وعدم قدرتها على التوافق ما بين العمل، ودورها كأم.

ضغط الأعمال المنزلية على الام؛ مما قد يؤثر على دورها اتجاه الأطفال، وتنشئتهم.

سوء الأحوال المادية للأسرة؛ مما قد يرافقه سوء التغذية للأطفال، الذي يؤثر على نمو الطفل بشكل سليم.

 



أثر الخلافات الأسرية على الأبناء

من حق الطفل على أبويه أن يوفر له بيئة تربوية صحية، ونفسية سليمة، ولكن تظل الخلافات الأسرية أكبر عائق أمام ذلك.

حيث أن الخلافات الأسرية تؤثر بالسلب على الأطفال من الناحية النفسية، والاجتماعية، وقد تظهر آثار ذلك، في مراحل مبكرة.

حيث أثبتت بعض الدراسات أن الأطفال منذ سن الرضاعة حتى سن البلوغ يتأثرون بالخلافات بين الأبوين، وطريقة تعاملهما معهم.

ومن بين أبرز أثار الخلافات الأسرية على الأبناء، ما يلي:

كثرة خلافات الزوجين تتسبب في الإجهاد النفسي للطفل؛ مما له أثر بالغ في نمو الطفل الصحي، والنفسي.

التأثير السلبي على علاقة الأطفال بالأب، والأم؛ نتيجة سوء الحالة المزاجية لهما الناتجة عن كثرة الخلافات الأسرية.

انعدام شعور الطفل بالأمان بين أفراد أسرته، ويظل في حالة من القلق، والتربص للمشكلات القادمة، وكيفية وقوعها.

فقدان ثقة الطفل بنفسه، وقد يتطور الأمر حتى يصل إلى شعور الطفل بالدونية.

ضعف الأداء الدراسي للطفل؛ بسبب عدم قدرته على التركيز، وعدم وجود متابعة له من الأبوين.

وعليه، يظل واجب على الأبوين حل خلافاتهم بعيدًا عن الأطفال، مع الحرص على معالجة أسس المشكلات؛ لعدم تكرارها ثانيةً.

دور الحوار في حل الخلافات الأسرية

هناك العديد من الطرق العلاجية المتبعة في حل الخلافات الأسرية، ويترأس تلك الطرق، طريقة الحوار في حل الخلافات.

ولكن لا بد أن يكون الحوار قائم على الاحترام، والصراحة؛ حتى لا يتسبب في تفاقم المشكلات، أو إيذاء أحد أطراف الحوار.

وإليك أبرز النصائح حول حوار ناجح في حل الخلافات الأسرية:

الإنصات إلى كلام الطرف الآخر دون مقاطعة، مع إظهار التفاعل الجسدي، مثل: توجيه النظر نحو المتحدث.

مراعاة الألفاظ، وطريقة الحديثة، والاعتماد على لغة حوار بناءة، واستخدام الأمثلة، والحقائق؛ لدعم وجهة نظرك.

الابتعاد عن الانفعالات العاطفية، ومحاولة امتصاص الغضب، والتوتر، والتركيز على حل المشكلة.

التعاون في محاولة إيجاد حلول مناسبة، ومرضية للطرفين.

من أهم ما يجب مراعاته أثناء الحوار احترام الطرف الآخر، وعدم التهجم، أو تقديم انتقادات شخصية حادة.

احرص خلال الحوار على بيان الحب، والاهتمام بالطرف الآخر، وأن الهدف من الحوار الحفاظ على علاقة صحية.

المشاكل الأسرية في الإسلام

في الشريعة الإسلامية، تقوم العلاقة الزوجية على المودة والرحمة، ولم يغفل الإسلام عن المشكلات الأسرية.

ولقد حددت الشريعة الإسلامية حزمة من الحقوق المتبادلة بين الزوجين؛ من أجل تقليل الخلافات بينهما حول أدوارهما الأسرية.

كما اهتمت الشريعة الإسلامية بحال الأسرة، في حال انفصال الأبوين، من خلال تحديد حقوق الأطفال، والزوجين بعد الانفصال.

علاوة على ما تحث عليه بعض النصوص الشرعية على كيفية التعامل بين الزوجين؛ من أجل الحفاظ على العلاقة بينهما.

 

Powered by Froala Editor