بسم الله الرحمن الرحيم ●|| 38 فائدة منتقاة من كتاب <شموعِ النَّهار> لفضيلة الشَّيخ عبد الله بن صالح العجيري ||● ■الكتاب: شموع النَّهار. الطبعة الثالثة. مركز تكوين. ■انتقاءُ وترتيبُ: أبي اللَّيث مُضَر بن ذُوالفِقار الشَّيخ نايف -غفرَ اللهُ له ولوالديه-.
الحمدُ للهِ: أهلُ الحمدِ والثَّناء، والعدَّة والبقاء، والعظمة والكبرياء، أحمدُه على تواترِ نعمه، وقديمِ إحسانهِ وقسمه، حمدَ مَن يعلمُ أنَّ مولاه الكريم يحبُّ الحمدَ، فله الحمد على كلِّ حالٍ، وصلواته على البشيرِ النَّذير، السِّراجِ المنيرِ، سيِّدِ الأوَّلين والآخرين، وعلى آله الطِّيبين الطَّاهرين، وعلى أصحابهِ المُنْتَخَبِين، وعلى أزواجهِ أمَّهاتِ المؤمنين. 1_قال ابنُ تيميَّة -رحمَه الله- : والله سبحانه فطر عباده على شيئين: إقرار قلوبهم به علما، وعلى محبته والخضوع له عملا وعبادة واستعانة؛ فهم مفطورون على العلم به، والعمل له. [ شموعُ النَّهار ص12 | عبد الله العجيري ] 2_فواردات الشبه والإشكالات على المعرفة الإلهية ، والتي قد تصرف المرء عن نداءات فطرته، أو تضعفها = أكثر مما يرد على تلك العلوم، وهو ما يشكل ذلك الشعور بأسبقية هذه المعارف على المعرفة بالله . وإلا فلو صفت النفوس، وانزاحت تلك الصوارف = لكان علمها بالله أشد وأرسخ من تلك . [ شموعُ النَّهار ص12 | عبد الله العجيري ] 3_فبوابة إثبات المعارف العقلية الضرورية مبتدأة بالإيمان بالله تعالى، وبغير الإيمان به - سبحانه - يمتنع بناء رؤية فلسفية متماسكة، تثبت تلك المبادئ الضرورية، وتثبت فطريتها. [ شموعُ النَّهار ص12 | عبد الله العجيري ] 4_المدرسة المثالية الإلحادية. إنها حالة تم التقاطها وإشاعتها عبر الفيلم الأمريكي الشهير (ذي میترکس) (The Matrix) والذي تضمن في طياته مفاهیم دینية وفلسفية متعددة ، ومن بينها هذه الرؤية القائلة بأن إدراكنا متعلق بأفكارنا لا بالعالم الخارجي. مجموع البشرية في هذا الفيلم يعيش في واقع افتراضي مصطنع، قامت بتخليقه آلات ذات ذكاء صناعي، وهذا الواقع الافتراضي إنما يتم تشكيله في أدمغة البشر من خلال ربطهم ب(الميتركس) دون أن يكون لذلك الواقع تحقق فعلي خارجي. [ شموعُ النَّهار ص14,15 | عبد الله العجيري ] 5_إن الحل الوحيد الذي يمكن من خلاله حل مثل هذه الإشكاليات المعرفية : هو ضرورة التسليم بما يستشعره الإنسان من نفسه ضرورة، والتعاطي مع الفطرة الصحيحة بشكل مباشر وبسيط، والتعويل على صحة مقتضياتها، وبغير عملية التسليم هذه فمن الصعوبة أن يتخلص الإنسان من مثل هذه الإشكاليات! [ شموعُ النهار ص15 | عبد الله العجيري ] 6_إذ إنني من واقع بحث مسألة الوجود الإلهي وجدت أن لا نجاة للإنسان، ولا إمكانية الاستبقاء إنسانيته، ولا ضمانة له من الوقوع في فخاخ الفوضوية والعدمية والعبثية والسفسطة = إلا بالاستمساك بالفطرة،والانطلاق من مقتضياتها، وأن المرء متى ما تنازل عن ذلك وقع في مشکلات معرفية وخلقية هائلة، بما يمهد الطريق الموت الإنسان؛ فنيتشه حين أعلن عن موت الإله، فإنه إنما كان يعلن في الحقيقة موت الإنسان. [ شموعُ النَّهار ص18,19 | عبد الله العجيري ] 7_ويقول ابن تيمية أيضا: ليس في الرسل من قال أول ما دعا قومه: «إنكم مأمورون بطلب معرفة الخالق ؛ فانظروا واستدلوا حتى تعرفوه». فلم يكلفوا أولا بنفس المعرفة، ولا بالأدلة الموصلة إلى المعرفة ؛ إذ كانت قلوبهم تعرفه وتقر به، وكل مولود يولد على الفطرة، لكن عرض للفطرة ما غيرها، والإنسان إذا ذُكِّر ذكرَ ما في فطرته، ولهذا قال الله في خطابه لموسى : فقولا له قولا ليّنا لعله يتذكر. ما في فطرته من العلم الذي به يعرف ربه، ويعرف إنعامه عليه ، وإحسانه إليه ، وافتقاره إليه ؛ فذلك يدعوه إلى الإيمان. [ شموعُ النهار ص25 | عبد الله العجيري ] 8_يقول ابن تيمية رحمه الله : وإذا قيل : إنه ولد على فطرة الإسلام، أو خلق حنیفا، ونحو ذلك؛ فليس المراد به أنه حين خرج من بطن أمه يعلم هذا الدين ويريده؛ فإن الله تعالى يقول: والله أخرجكم بن بطون تهتم لا تعلمون شاه، ولكن فطرته مقتضية موجبة لدين الإسلام لمعرفته ومحبته، فنفس الفطرة تستلزم الإقرار بخالقه ومحبته وإخلاص الدين له، وموجبات الفطرة ومقتضاها تحصل شيئا بعد شيء بحسب كمال الفطرة إذا سلمت عن المعارض. [ شموعُ النهار ص30,31 | عبد الله العجيري ] 9_يقول ابن تيمية رحمه الله : وإذا قيل : إنه ولد على فطرة الإسلام، أو خلق حنیفا، ونحو ذلك؛ فليس المراد به أنه حين خرج من بطن أمه يعلم هذا الدين ويريده؛ فإن الله تعالى يقول: والله أخرجكم بن بطون تهتم لا تعلمون شاه، ولكن فطرته مقتضية موجبة لدين الإسلام لمعرفته ومحبته، فنفس الفطرة تستلزم الإقرار بخالقه ومحبته وإخلاص الدين له، وموجبات الفطرة ومقتضاها تحصل شيئا بعد شيء بحسب كمال الفطرة إذا سلمت عن المعارض. [ شموعُ النهار ص30,31 | عبد الله العجيري ] 10_والحقيقة أن مشكلة الملاحدة مع المبادئ العقلية الأولية ترجع - في جزء رئيسي منها - إلى نظرتهم المادية الداروينية لوجودنا. [ شموعُ النَّهار ص48 | عبد الله العجيري ] 11_قال دارون -لعنه الله- : ينتابني دائما شك فظيع حول ما إذا كانت قناعات عقل الإنسان - والذي بدوره تطور من عقول کائنات أدنى - تتمتع بأي قيمة، أو تستحق أدنى ثقة. [ شموعُ النَّهار ص49 | عبد الله العجيري ] قلتُ: وكلامه هذا يدلُّنا ضرورةً للتَّشكيك في نظريَّته؛ إذ كيف لطارحٍ نظرية علميَّة -بزعمه- وهو شاكٌّ في عقلهِ ! 12_وفي ضوء ما سبق ندرك أحد المفارقات الطريفة في العقلية الإلحادية ، فأشهر الأدوات الإلحادية لبث الإلحاد ونشره (کسؤال الشر والعدل الإلهي، أو تشويه الإيمان الشرور مورست باسمه) تبدو أدوات بلا معنى في مشهد لا يكون فيه الإله موجودا، إذ الخير والشر لا وجود له إلا في ضوء وجود الله ، فالملحد في الحقيقة عاج عن إقامة بنيان التنكر لوجود الله إلا بالاعتراف بوجوده، وهذه مفارقة عميقة بل تناقض مؤلم. [ شموعُ النَّهار ص65 | عبد الله العجيري ] 13_مأزق التُّنكر الإلحادي لفلسفية النَّظرية الأخلاقيَّة المطلقة. وفي حوار آخر يقول دوكنز: (لا أستطيع في النهاية أن أجادل فکریا ضد شخص فعل فعلا أعتقد أنه شنيع، أظن أنني في النهاية سأقول له : طيب، في هذا المجتمع لن تستطيع الفرار بهذا الصنيع»، وسأتصل بالشرطة. أدرك أن مثل هذا الجواب ضعيف، وقد قل بأني لا أشعر بأني مجهز بأدوات إنتاج حجج للجانب الأخلاقي على النحو الذي أستطيعه في مجال علوم الكون أو البيولوجيا، لكنني لا زلت أعتقد بأنها قضية منفصلة عن الإيمان بالحقائق الكونية) بل ذهب في ذات الحوار إلى مسألة أبعد من هذا، فقد سئل السؤال التالي: (في النهاية، اعتقاد أن الاغتصاب خطأ = أمر اعتباطي تماما، كواقع أنا تطورنا بخمسة أصابع بدل ستة؟) فقال مجيبا بشكل واضح تماما : (نعم، تستطيع قول ذلك). [ شموعُ النَّهار ص66 | عبد الله العجيري ] 14_قال المُعلِّمي رحمه الله: الدليل العقلي كلما كان أقرب مدرگا وأسهل تناولا وأظهر عند العقل كان أجدر بأن يوثق به. [ شموعُ النَّهار ص87 | عبد الله العجيري ] 15_فأكثر الدلائل القرآنية التي تساق للبرهنة على وجوده تعالى، إنما سيقت لأجل إثبات قضية أوسع ؛ کوحدانيته - سبحانه - في الربوبية والألوهية، والآية تدل على مسألة إثبات الوجود من جهة التضمن ضرورة، فإذا كانت الآية قد سيقت للبرهنة على وحدانية الله تعالی مثلا، وحكاية شيء من کمالاته جل وعلا = فهي تتضمن البرهنة على الوجود، بل برهنتها على ذلك جارية بطريق الأولى، كما هو بين. [ شموعُ النَّهار ص89 | عبد الله العجيري ] 16_سببُ تسمية [العالَم] ب [العالَم] قال ابن تيمية رحمه الله : والعالَم مثل الخاتَم: ما يُعلم به، كما أن الخاتَم: ما يُختم به، وهو بمعنى العالَم. ويُسمَّى كل صنف من المخلوقات عالما؛ لأنه علم وبرهان على الخالق تعالی، بخلاف العالِم بالكسر؛ فإنه الذي يعلم، كالخاتِم بالکسر؛ فإنه الذي يختِم، قال تعالى:<ولكن رسول الله خاتِمَ النبيين>؛ لأنه ختمهم. [ شموعُ النَّهار ص90,91 | عبد الله العجيري ] 17_صلة الموجودات بالمعرفة والإدراك البشري يكون على ثلاثة مستويات: الأول : موجودات يمكن تحصيل المعرفة بها عن طريق الحس المباشر . [ المحسوسات ] الثاني: موجودات غیر واقعة تحت الحس المباشر، مع إمكان العلم بها عن طريق آثارها فيكون للعقل تعلق بإدراكها ويكون تحصيل العلم بها مركبا من الحس والعقل . [ المعقولات ] الثالث : موجودات غیر واقعة تحت الحس المباشر، وليس للعقل مدخل في معرفتها لا عن طريق أثر تلك الموجودات ولا بقياسها على موجود آخر، فهذه الموجودات إن لم يردنا من جهة الخبر الصادق ما يكشف عن وجودها ، فليس ثمة سبيل إلى إدراك هذا الوجود أو العلم به. [ السَّمعيَّات ] [ شموعُ النَّهار ص93,94 | عبد الله العجيري ] 18_قال الله تعالى : والله لا يهدي القوم الظالمين. أي : لا يلهمهم حجة ولا برهانا. [ شموعُ النَّهار ص104 | عبد الله العجيري ] 19_والحواسُّ نواقلُ معرفيَّة، وليست حاكماً معرفيّا. [ شموعُ النَّهار ص105 | عبد الله العجيري ] 20_من أقوى الأدلة على نظريَّة الانفجار الكوني عند الملاحدة. جاء جورج جامو (George Gamow) ليفترض سنة 1946م أنه مع تمدد الكون، وهبوط درجة الحرارة، نجحت الفوتونات في التحرر من المادة، وهو ما شكل إشعاعا افترض جامو وجوده، وأنه لا زال يتردد في الكون. وهو ما تم اكتشافه صدفة على يد الباحثين : أرنو بنزیاس (Arno Penzias)، وروبرت ویلسون (Robert Wilson)، والذي بات يعرف ب(إشعاع الخلفية الكونية الفائقة الصغر) (Cosmic microwave background radiation)، والذي شكل واحدا من أقوى الأدلة لما بات يعرف بنظرية الانفجار الكوني العظيم؛ حيث كشف هذا الإشعاع عن وجود درجة حرارة فوق المعتاد فيما بين المجرات، وأن الفضاء هناك ليس مطلق البرودة، بل يقدر بدرجة حرارة تصل إلى نحو 3 درجات وفق معیار کلفن، وكأن هذا الإشعاع هو الصدى الحراري للانفجار الكبير . [ شموعُ النَّهار ص117 | عبد الله العجيري ] 21_🌀إنكارُ مبدأ السَّببيَّة نوعٌ من السَّفسطة تفضي إلى امتناع تحصيل المعارف. يقول ابن رشد : والعقل ليس هو شيء أكثر من إدراکه الموجودات بأسبابها، وبه يفترق من سائر القوى المدركة، فمن رفع الأسباب فقد رفع العقل. وصناعة المنطق تضع وضعا أن هاهنا أسبابا ومسببات، وأن المعرفة بتلك المسببات لا تكون على التمام إلا بمعرفة أسبابها؛ فرفع هذه الأشياء هو مبطل للعلم ورافع له، فإنه يلزم ألا يكون هاهنا شيء معلوم أصلا علما حقيقيا، بل إن كان فمظنون! ولا يكون هاهنا برهان ولا حد أصلا ، وترتفع المحمولات الذاتية التي منها تأتلف البراهين، ومن يضع أنه ولا علم واحد ضروري، يلزمه ألا يكون قوله هذا ضروريا !. [ شموعُ النَّهار ص125 | عبد الله العجيري ] 22_حدوثُ الكون. يقول ألكسندر في كتابه: (عوالم كثيرة في واحدة) (Many Worlds in One): (يقال : إن الحجة (argument) هي ما يلزم العقلاء، وإن البرهان (Proof) هو ما يلزم لإقناع حتى غير العقلاء. والآن بعد استقرار أمر البرهان، لم يعد في مقدور علماء الكونيات الاختباء وراء احتمال وجود کون أزلي. لا مهرب لهم، ويجب عليهم مواجهة مشكلة وجود بداية كونية. [ شموعُ النَّهار ص135 | عبد الله العجيري ] 23_قال ابن القيم : ولو تتبعنا ما يفيد إثبات الأسباب من القرآن والسنة لزاد على عشرة آلاف موضع ولم نقل ذلك مبالغة بل حقيقة. [ شموعُ النّهَار ص138 | عبد الله العجيري ] _________ ويقصدُ ابنُ القيِّم ب[الأسباب] التي تدلُّ على وجود خالقٍ. 24_يقول ريتشارد سوينبرن في مناقشته لاعتراض الملاحدة على أنَّ الله موجد هذا الكون بما يُعرَف ب [ إله الفجوات ]: لاحظ أني لا أفترض هنا (إله فجوات) إلها فقط دوره تفسير ما عجز العلم الطبيعي حتى الآن عن تفسيره، إنني أفترض وجود إله من أجل تفسیر لما صار العلم قادرا على أن يفسر، فأنا لا أنكر أن العلم الطبيعي يفسر ، لكنني أفترض وجود الله لتفسير هذه القدرة الحاصلة للعلم على التفسير، إن نجاح العلم في الكشف عن عمق هذا النظام الموجود في عالم الطبيعة، يشكل الأرضية الصلبة للإيمان بأن هناك سببا أكثر عمقا لوجود النظام. [ شموعُ النَّهار ص139 | عبد الله العجيري ] 25_فمع أن العلوم الطبيعية والتجريبية قادرة على تزويدنا بمعلومات وفيرة عن الظواهر الطبيعية فهذا لا يعني أنها قادرة على تزويدنا بمعلومات من كل المجالات الممكنة، فمن الخطأ الفادح قصر المورد المعرفي عليه وحده ، فسبل التوصل إلى المعارف متنوعة بتنوع طبائع المعارف والعلوم كما سبق . [ شموعُ النَّهار ص141,142 | عبد الله العجيري ] 26_وفي الحقيقة فإن الملاحدة حين يؤسسون لنظرتهم العلمية هذه فإنهم يبنونها على استبعاد مغاير لفكرة وجود الله تعالى، ولا يتعاملون مطلقا بالجدية الكافية - ولو مع مجرد احتمال - أن يكون ثمة خالق فعلا خلق هذا الكون على هذه الطبيعة، أو أنه سبب وجود الحياة، أو أنه مصدر هذه السنن والقوانين والثوابت. [ شموعُ النَّهار ص144 | عبد الله العجيري ] 27_فالإشكال مع الملاحدة ليس في مسائل جزئية أو بعض التفاصيل، بل هي مشكلة تمتد إلى المنهج المعرفي ذاته وطبيعة العملية الاستدلالية. [ شموعُ النَّهار ص145 | عبد الله العجيري ] 28_يقول ابن تيمية : ولهذا اتفق العقلاء على أن كل شبهة تعرض لا يمكن إزالتها بالبرهان والنظر والاستدلال، وإنما يخاطب بالبرهان والنظر والاستدلال من كانت عنده مقدمات علمية ، وكان ممن يمكنه أن ينظر فيها نظرا يفيده العلم بغيرها، فمن لم يكن عنده مقدمات علمية أو لم يكن قادرا على النظر، لم تمکن مخاطبته بالنظر والاستدلال. وإذا تبين هذا فالوسوسة والشبهة القادحة في العلوم الضرورية لا تزال بالبرهان، بل متى فكر العبد ونظر ازداد ورودها على قلبه، وقد يغلبه الوسواس حتى يعجز عن دفعه عن نفسه، كما يعجز عن حل الشبهة السوفسطائية . وهذا يزول بالاستعاذة بالله ، فإن الله هو الذي يعيذ العبد ويجيره من الشبهات المضلة والشهوات المغوية، ولهذا أمر العبد أن يستهدي ربه في كل صلاة فيقول: اهدنا الصرط المستقيم . [ شموعُ النَّهار ص157 | عبد الله العجيري ] 29_🌀دقَّة معايير الكون. يقول بول ديفيز المختص في مجال الفيزياء النظرية : الشيء المدهش فعلا أن الحياة على الأرض ليست وحدها التي تبدو متزنة جدا وكأنها على حافة سكين، بل الكون بأجمعه كذلك، ولو أن الثوابت الطبيعية في هذا الكون تغيرت ولو على نحو يسير جدا لغرق العالم في فوضى عارمة. [ شموعُ النَّهار ص191 | عبد الله العجيري ] 30_🌀التَّعقيد غير القابل للتبسيط [ إحدى إشكاليات نظرية دارون ] يقول مايكل بيهي : فمن أجل أن تعمل كثير من الأنظمة البيولوجية بشكل صحيح فلا بد أن تتوفر لها ثلاثة أمور : 1- أن تتوفر جميع الأجزاء المطلوبة . 2 - أن تتوفر جميعا في ذات الوقت . 3 - أن تتألف وتتركب على نحو دقيق وصحيح. هذه الثلاثية تكشف عن الطريق الوعر جدا للصدفة في توفير هذه المتطلبات، وهو ما يستدعي وجود مصمم صممها على هذا النحو المرتب والدقيق، وأنها لم تتطور بفعل قوانين الطبيعة العمياء وعشوائية الطفرات الجينية وعمليات الانتخاب الطبيعي من أشكال بسيطة حتى وصلت إلى هذه الأشكال الأكثر تعقيدا وترکيبا، إذ أنها عصية على الاختزال والتبسيط، وهو ما يتناقض مع فكرة التطور، والتي تفترض أن أي نظام بيولوجي معقد فبالإمكان العودة به إلى الخلف خطوة إلى صورة أبسط، ثم أبسط، ثم أبسط،وهكذا حتى نصل إلى ذلك الأصل البسيط الأول، فإذا استعصت الظاهرة على التبسيط، فإن ذلك يعني بالضرورة أنها وجدت هكذا دفعة واحدة. [ شموعُ النَّهار ص198,199 | عبد الله العجيري ] 31_🌀الرد على نظرية دارون. ويقول البروفيسور فرانسیس کريك : الرجل الأمين والمجهز بكافة المعارف المتاحة لنا الآن، يمكنه القول بأنه وبطريقة ما يبدو أصل الحياة - بحسب معطياتنا اليوم - وكأنها معجزة، كثيرة هي الشروط التي يجب توفرها من أجل أن تنطلق. [ شموعُ النَّهار ص203 | عبد الله العجيري ] 32_ثم إن قيمة الأشياء لا تقاس بأحجامها المادية، فمع الاعتراف بضآلة حجم الإنسان مقارنة بهذا الكون المهيب، إلا أن حجمه المعنوي يربو عليها، وما وهبه الله له من الإحسان والكرامة لا يمنع من أن يكون هذا الكون بما فيه مخلوقا لأجله، وما أحسن قول الشاعر: وتحسب أنَّك جرمٌ صغيرٌ وفيكَ انطوى العالمُ الأكبرُ [ شموعُ النهار ص222 | عبد الله العجيري ] 33_فالرؤية الكونية التي ينطلق منها الملاحدة هي التي تحملهم على ضرورة الاقتصار على المسببات المادية الطبيعية كتفسير النشأة الحياة وتنوعها، حتى لو كانت في جزء منها خاضعة للعشوائية والطبيعة العمياء، فرارا من الاعتراف بوجود خارج الإطار المادي الضيق، وهو موقف متحيز يسبب مشكلة حقيقية في صدق تطلب الحق في المسائل، إلى درجة قول أحد التطوريين : حتى لو كانت جميع المعطيات تشير إلى مصمم ذكي فإن فرضية كهذه يجب استبعادها من العلم لأنها تمثل نظرة غير مادية. [ شموعُ النَّهار ص236 | عبد الله العجيري ] 34_إن الإنسان ما لم يتشبث بما يعلمه ببداهته العقلية وشعوره الفطري الضروري فسيكون عرضة لا محالة للانزلاق إلى مثل هذه الأوهام والخيالات، ولذا فأرى ضرورة الالتزام بالإملاءات الفطرية الضرورية، وجعلها قاعدة ينطلق منها الإنسان في حياته، وأنه إن سعى إلى تجاوز هذه القاعدة، أو تحطيمها، فالضريبة التي سيدفعها ستكون باهظة جدا، إنها ستكلفه كل شيء بصورة حرفية. [شموعُ النهار ص256 | عبد الله العجيري ] 35_جون لينكس الرياضي المتدين يقول : كلما تعاظم علمنا بالكون كلما اكتسبت فرضية وجود خالق قوة كأفضل تفسير لسبب وجودنا هنا. [ شموعُ النهار ص270 | عبد الله العجيري ] 36_س:لماذا إذن شاع بين الشباب المثقف العربي، المعجب بالغرب؛ القراءة في «التراث» الفلسفي الغربي، كفلاسفة القرون ۱۷ - ۱۸ - ۱۹، و الضعف في التكوين العلمي الطبيعي؟ يقول الشيخ إبراهيم السَّكران -فرج الله عنه- : الحقيقة أن هذه الظاهرة تستحق الرصد والتحليل، وسأحاول أن أقدم تفسيرا لها، ففي تقديري أن هؤلاء الشباب العربي قرؤوا للمفكرين العرب الذين درسوا الفلسفة في الغرب، ولم يقرؤوا لمختصي العلوم الطبيعية من العرب، فنقلهم المفكرون العرب أصحاب التكوين الفلسفي إلى التراث الفلسفي الغربي، وصوروا لهم أن التقدم المادي الغربي كله نتيجة للفلسفة الغربية، وهذا التصوير نتيجة طبيعية لكون هؤلاء المفكرين العرب يسوقون بضاعتهم، ولذلك وجدنا شبابا عربيا يتخرج من كليات الطب والهندسة والعلوم ثم يصرف وقت فراغه في قراءة التراث الفلسفي الغربي (القرون ۱۷ - ۱۸ - ۱۹)، بدلا من أن ينشر الثقافة العلمية الحديثة والمعاصرة في بلده ! ولذلك يمكن القول أن الشباب الذين طلقوا القراءة في العلوم الشرعية ، وانصرفوا للقراءة في التراث الفلسفي الغربي؛ أنهم انتقلوا من (تراث) إلى (تراث آخر) فقط، وهم يتخيلون أنهم انتقلوا من الماضي للحداثة ! [ شموعُ النَّهار ص279,280 | عبد الله العجيري ] 37_يقول الشيخ إبراهيم السكران : النظر في ملكوت السموات والأرض .. درب ينتهي بصاحبه إلى جنة اليقين. [ شموعُ النَّهار ص287 | عبد الله العجيري ] 38_يقول الشيخ إبراهيم السكران : فإذا رأيت النجوم تتدلى بحبال ضيائها إليك فاغتنم الفرصة وتسلق بها إلى قمم اليقين . [ شموعُ النَّهار ص288 | عبد الله العجيري ] تمَّ كتابُ [ شموع النهار ] بحمدِ اللهِ ومنِّهِ وحُسْنِ توفيقهِ. -------------------------------------------------------------- المصدر: صيد الفوائد |