ما هي الملامح العامة للمنهج الوصفي ؟

ما هي الملامح العامة للمنهج الوصفي ؟

986

منذ سنة

يعد المنهج الوصفي واحدا من أهم وأبرز مناهج البحث العلمي، والمنهج الأكثر استخداما في البحوث العلمية، وذلك نظرا لشموليته الكبيرة، وقدرته العالية على وصف الواقع كما هو. 

ويتميز المنهج الوصفي بشموليته فهو يشمل كافة المناهج باستثناء التاريخي، والتجريبي، ويقوم الباحث في المنهج الوصفي بانتقاء ما يخدم بحثه ودراسته، ومن ثم يقوم بدراستها ليتوصل إلى إثبات الحقيقة العلمية.

ويعد المنهج الوصفي من أهم المنهاج في الدراسات الاجتماعية والإنسانية، ويعد هذا المنهج ملائما للدراسات الاجتماعية ولقد ظهر في القرن الثامن عشر في نفس الوقت الذي ظهر فيه علم الاجتماع.

ويحاول المنهج الوصفي الإجابة عن السؤال الرئيسي من خلال تحليل بيانات الظاهرة المدروسة، وتكون تقارير البحوث الوصفية تقريرية.

ويوجد للمنهج الوصفي مجموعة من الملامح العامة، وفي رحاب هذا المقال سوف نقوم بالاطلاع على الملامح العامة للمنهج الوصفي.


ما هي الملامح العامة للمنهج الوصفي ؟

يعتبر المنهج الوصفي من المناهج التي تعتمد على دراسة الظاهرة كما هي موجودة في أرض الواقع، فمن خلال هذا المنهج يتم وصف الظاهرة التي يرغب الباحث بدراستها وصفا دقيقا للغاية، كما يتم توضيح خصائصها كميا من خلال إعطائها وصفا رقميا من خلال مجموعة من الأرقام والجداول والتي توضح مقدار هذه الظاهرة أو حجمها أو علاقتها وارتباطها مع الظواهر الأخرى.

كما أن المنهج يعد واحدا من المناهج المرنة للغاية، حيث أن يحتوي على مجموعة من الأساليب الفرعية والمناهج التي تساعد الباحث كالمسح الاجتماعي، الدراسات الميدانية، أو دراسة الحالة.

كما يكثر استخدام المنهج الوصفي في الدراسات التي تصف وتفسر الوضع الراهن أو ما هو كائن في أرض الواقع للظاهرة، وكذلك في الدراسات التي تولي عناية كبيرة لتكوين الفرضيات واختبارها، ويرتبط هذا المنهج بالدراسات الإنسانية، وذلك نظرا لاستخدامه في الكشف عن آراء الناس ومعتقداتهم تجاه أحد المواقف، بالإضافة إلى ذلك فإن هذا المنهج يستخدم للوقوف على قضية محددة تتعلق بجماعة أو فئة معينة.

ولا يقف المنهج الوصفي عند جمع بيانات وصفية حول الظاهرة فقط، ولكنه يعمل على تحليل الظاهرة، وتشخيصها وربطها وتفسيرها، وتصنيفها وقياسها وبيان نوعية العلاقة بين متغيرات الدراسة وأسبابها واتجاهاتها.

ومن خلال المنهج الوصفي يستطيع الباحث التنبؤ بالمستقبل، حيث يقوم الباحث بتنبؤ الظاهرة التي يدرسها، وذلك من خلال تقديم معدل التغير السابق في الظاهرة الأمر الذي يسمح للإنسان للتخطيط لجوانب المستقبل، ولكن قدرة هذا المنهج على التنبؤ تبقى محدودة للغاية، وذلك نظرا لصعوبة الظواهر الاجتماعية وتعقدها، ونظرا لتعرضها لعوامل متعددة تؤثر على تطورها.

وتهتم الدراسات الوصفية بتقرير ما ينبغي أن تكون عليه الأشياء والظواهر التي يتناولها البحث العلمي الذي يقوم به الباحث، وذلك في ضوء مجموعة من القيم والمعايير المعينة، كما يقوم باقتراح خطوات وأساليب يتم من خلالها الوصول إلى الصورة التي من الممكن أن يكون عليها هذا المنهج في ضوء هذه المعايير أو هذه القيم، وهذا ما يطلق عليه اسم البحوث الوصفية المعيارية أو التقويمية.

كما يتم استخدام البحوث الوصفية بأنواعها المختلفة من أجل جمع البيانات والمعلومات مجموعة من الأساليب المختلفة، ومن أبرز هذه الأدوات الملاحظة، المقابلة، الاختبارات، الاستفتاءات، بالإضافة إلى المقاييس المتدرجة.

وفي الحقيقة أن الباحثين لا يقدمون في الدراسات الوصفية مجرد اعتقادات خاصة فقط، أو مجموعة من البيانات المستمدة من الملاحظات العرضية أو السطحية، بالإضافة إلى ذلك فإنهم ليس مجرد مبوبين أو مجدولين، وكنهم في الحقيقة يجمعون الأدلة على أساس فرضية أو نظرية ما، وبعد ذلك يقومون بعلمية تبويب للبيانات ويلخصونها بعناية كبيرة، بعد ذلك يقومون بتحليلها بعمق، وذلك من أجل استخلاص التعميمات التي تؤدي إلى تقدم العلوم الإنسانية.


ما هي الخطوات التي يقوم فيها الباحثون في المنهج الوصفي؟

يقوم الباحثون في المنهج الوصفي باتباع مجموعة من الخطوات ومن أبرز هذه الخطوات:

الشعور بالمشكلة، وجمع البيانات التي تساعد على تحديد هذه المشكلة، والتأكد من وجود هذه المشكلة بشكل حقيقي.

تحديد ملامح وخصائص الظاهرة التي يرغب الباحث بدراستها والتعرف على الجوانب غير الواضحة فيها.

وضع مجوعة من التساؤلات والفرضيات حول موضوع البحث العلمي الذي يقوم به الباحث.

تحديد متغيرات المشكلة وطبيعة العلاقات بين هذه المتغيرات.

تحديد نوع وطبيعة المعلومات المطلوبة.

تحديد مجتمع الدراسة واختيار العينة التي ستجري عليها الدراسة مع توضيح حجم هذه العينة، وأسلوب اختيارها.

اختيار أساليب جمع البيانات أو إعدادها.

وضع قواعد لتصنيف البيانات، ويجب أن تتسم هذه القواعد بالوضوح وعدم الغموض، وملاءمة الغرض من الدراسة، والقدرة على إبراز أوجه التشابه أو الاختلاف أو العلاقات ذات المغزى.

تقنين أساليب جمع البيانات.

القيام بمجموعة من الملاحظات الموضوعية، المنتقاة بطريقة منظمة ومميزة بشكل دقيق للغاية.

بالإضافة إلى وصف النتائج وتحليلها، وتفسيرها في مجموعة من العبارات الواضحة المحددة.

بالإضافة إلى ذلك فإن المنهج الوصفي يجيب عن مجموعة من الأسئلة كمن، ماذا، أين، متى، وكيف.

كما أن البحث الوصفي يهدف إلى جمع البيانات بشكل كامل دون أي زيادة أو نقصان فيها، ويعد التلاعب في هذه البحوث منخفض للغاية.كما أنه يعرف أيضا بالإحصاء الرياضي، حيث يعتبر الفكرة الكامنة وراءه هي دراسة الترددات والمتوسطات والحسابات وغيرها من الحسابات الإحصائية، كما أنها توفر الإحصاءات الوصفية عرض البيانات على شكل رسوم بيانية.

كما أن التعبير عن النتائج في البحوث الوصفية يختلف بحسب طبيعة المشكلة، فيمكن عرض النتائج بأي من الطريقتين الكمية أو الكيفية، أو كلتا الطريقتين معا.

كما تتنوع الدراسات الوصفية من حيث المستوى ومن حيث تعمقها، ومن حيث جمع المعلومات والإحصاء البسيط أو الوصف البسيط للظاهرة إلى تنظيم العلاقات بين هذه المعلومات ودراسة تأثير عامل معين أو أكثر على النتائج.


ما هي خصائص المنهج الوصفي؟

للمنهج الوصفي مجموعة من الخصائص ومن هذه الخصائص:

يستخدم المنهج الوصفي أحد الأسلوبين الكمي أو الكيفي أو الأسلوبين معا في بعض الحالات.

المنهج الوصفي منهج موضوعي يعتمد على التحليل وعلى العقل.

يقوم المنهج الوصفي بعدد مجموعة كبيرة من المعلومات حول الموضوع الذي يقوم بدراسته.

يبتعد المنهج الوصفي عن الفروض، كما أنه يقوم بجمع كافة الأدوات الممكنة في البيانات وذلك من خلال طرح الأسئلة.

ما هي خطوات المنهج الوصفي؟

حتى يستخدم الباحث المنهج الوصفي بشكل ناجح يجب أن يقوم بمجموعة من الخطوات ومن هذه الخطوات:

تحديد مشكلة البحث: حيث يجب على الباحث أن يقوم بتحديد مشكلة البحث ومن ثم يجب عليه أن يقوم بجمع المعلومات الكافية والوافية حول هذه المشكلة.

صياغة مشكلة البحث: بعد ذلك يقوم الباحث بصياغة مشكلة بحثه العلمي وذلك من خلال تحويلها إلى سؤال أو عدة أسئلة.

ومن ثم يقوم الباحث بوضع مجموعة من الحلول لمشكلة البحث، ويقوم باختبار هذه الحلول.

ومن ثم يقوم الباحث بشرح العينة، ويختبر الأدوات التي ستتم عليها الدراسة، كما يجب عليه أن يختار الأدوات التي تتناسب مع الدراسة.

ومن ثم يقوم الباحث بجمع البيانات وذلك من خلال اتباعه لمجموعة من الطرق الدقيقة والمنظمة بشكل عملي.

وفي النهاية يصل الباحث إلى المرحلة الأخيرة وهي مرحلة إظهار النتائج وتفسيرها، واستخلاص التفسيرات منها.


ما هي سلبيات المنهج الوصفي ؟

من الصعب أن يقوم الباحث بتعميم نتائج المنهج الوصفي، وذلك لأن المشكلة التي يدرسها الباحث ترتبط بزمان ومكان معينين.

يعد التنبؤ في المنهج الوصفي محدودا، وذلك لأن المشكلة قد تتعرض إلى عوامل قد تغيرها ومن الممكن أن تتطور المشكلة.

ويعد التحيز من السلبيات التي يعاني منها الوصفي إذ أن الباحث قد يقوم باختيار مصادر لجمع البيانات على حساب مصادر أخرى.

ومن السلبيات الموجودة في المنهج الوصفي الأخطاء التي يقع فيها الباحث أثناء قيامه بجمع البيانات، وتكثر هذه الأخطاء في حال لم يقم الباحث بالتأكد من المصادر التي يجمعها منها المعلومات.

وفي الختام نرجو أن نكون وفقنا في الإجابة عن السؤال الذي طرحناه في البداية وهو ما هي الملامح العامة للمنهج الوصفي؟.

---------------------------------------

المصدر: أكاديمية bts

Powered by Froala Editor