شرح كتاب الإسرائيليات في التفسير والحديث

شرح كتاب الإسرائيليات في التفسير والحديث

2731

منذ سنة

لم يحظى أي تراث في الدين الإسلامي من عناية مثلما حظيي به القرآن الكريم والسنة النبوية, ولقد تزايدت هذه العناية على مر السنين حتى أصبحت علماً, ومن هنا نشأت علوم القرآن الكريم, وعلوم الحديث والتفسير, وما هو موصول بهما مثل فروع العلوم الأخرى في الفقه أو الشريعة.

ومع اتساع رقعة العالم الإسلامي وانتشارها, ظهر أعداء يكيدون لهذا الدين في الظاهر والباطن, فأتجه من هؤلاء الأعداء بدس الخرافات والقصص والروايات المكذوبة والعمل على ترويحها فيما يخص التفسير والقرآن العظيم, وتحريم وتأويل بعض الأحاديث والعمل على إشاعتها وترويجها بين الناس.

لم ينتبه بعض العلماء مع الأسف في القرون الأولى لخطورة ما قام الكائدون بترويجه وزرعه, ولم يفطنوا إلى الزور والافتراء ما ورد بكتب أهل الكتاب ما تم تحريفه على مر القرون, حيث كانت تفاسيرهم تحوى وكما يقال" الدرة والآجرة"

بيد ان العقول المستنيرة- وقد هالها ما يشوب تراثنا ويطمس من أصالته-أخذت تنادى بضرورة مراجعة التراث الديني بعين واعية متبصرة, لتعرف ما شابه من مآخذ, والتنبيه على ذلك وتبصير القارئ به.

ولسنا نزعم أن هذه العناية نجمت في عصرنا الحديث, فقد هيأ الله لدينه على مر القرون علماء ممن رزقوا التوفيق في التقوى والفقه في الدين.

ولكن ظهرت بصورة شديدة ماسة إلى هذه المراجعة والتنقية منذ أوائل هذا القرن, حين وجه الفكر السلامى بتيارات الغرب الفكرية, العلمانية والمسيحية, تلك التي هاجمته بضراوة, واضطرته إلى أن يقف موقف الدفاع.

ماذا تعني كلمة إسرائيليات

يقتضينا منهج البحث التحليلي أن نبين معنى كلمة: "إسرائيليات" والمراد من "الموضوعات" و"التفسير" والتأويل، حتى يكون القارئ على علم بها نقول:

أ- الإسرائيليات:

جمع إسرائيلية، نسبة إلى بني إسرائيل، والنسبة في مثل هذا تكون لعجُز المركب الإضافي لا لصدره، وإسرائيل هو: يعقوب عليه السلام أي عبد الله وبنو إسرائيل هم: أبناء يعقوب، ومن تناسلوا منهم فيما بعد، إلى عهد موسى ومن جاء بعده من الأنبياء، حتى عهد عيسى عليه السلام وحتى عهد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

وقد عرفوا "باليهود" أو بـ "يهود" من قديم الزمان، أما من آمنوا بعيسى: فقد أصبحوا يطلق عليهم اسم "النصارى" وأما من آمن بخاتم الأنبياء: فقد أصبح في عداد المسلمين، ويعرفون بمسلمي أهل الكتاب"١

وقد أكثر الله من خطابهم ببني إسرائيل في القرآن الكريم تذكيرا لهم بأبوة هذا النبي الصالح، حتى يتأسوا به، ويتخلقوا بأخلاقه، ويتركوا ما كانوا عليه من نكران نعم الله عليهم وعلى آبائهم وما كانوا يتصفون به من الجحود، والغدر، واللؤم، والخيانة وكذلك ذكرهم الله سبحانه باسم اليهود في غير ما آية، وأشهر كتب اليهود هي: التوراة، وقد ذكرها الله في قوله تعالى: {الم، اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ، مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ

١- أهل الكتاب يطلَقون على اليهود والنصارى، ولكنهم في مثل هذا يراد بهم اليهود غالبا؛ لأنهم الذين كانوا يسكنون بالمدينة وما جاورها.

ولأن الكثرة الكاثرة من الإسرائيليات دخلت عن طريق اليهود.

رتب  مؤلف الكتاب الشيخ الفاضل محمد الذهبي هذا الكتاب على مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة؛ أما المقدمة فجعلها لبيان العلاقة بين القرآن الكريم وغيره من الكتب السماوية، والفصل الثاني في بيان معنى الإسرائيليات وكيف تسربت إلى القرآن والحديث وحكم روايتها، وعن الفصل الثالث فقد خصصه المؤلف للإسرائيليات في كتب التفسير والحديث؛ ثم الخاتمة فيما يجب أن يتوفر أو يلتزم به من يتعرض لتفسير كتاب الله تعالي.

وقد بين المؤلف تفصيلاً في الفصل الأول بيان علاقة القرآن الكريم بغيره من الكتب السماوية، وكيف أن القرآن الكريم العظيم جاء مبيناً لما أشكل في هذه الكتب، ومظهراً لما أخفي واندثر منها، وناسخاً لما اشتملت عليه من شرائع حرفت وبدلت بعد تنزيلها، ومثبتاً لعقيدة الدين الواحد المنزل من عند الله- إن الدين عند الله الإسلام- ومؤكداً على هذه العقيدة الحنفية السمحة.

أما في الفصل الثاني فقد تناول المؤلف أثر ذكر الإسرائيليات في تفسير القرآن الكريم، وكيف انتشرت هذه الإسرائيليات في كتب التفسير، وسبب ذيوع وانتشار هذه الإسرائيليات – رغم مخالفتها لمحكم التنزيل وصحيح السنة – عند العامة، ودور القصاص وواضعي الحديث النبوي في نشر الإسرائيليات بين العامة من المسلمين، ومدى خطورة الإسرائيليات على العقائد الإسلامية المحكمة، وحكم رواية الإسرائيليات وأدلة جواز رواية الإسرائيليات وأدلة المنع، ومناقشة أدلة الإثبات وأدلة المنع والترجيح والموازنة بين الأدلة، وخلاصة القول في حكم رواية الإسرائيليات – مسترشداً بقول البقاعي وشيخ الإسلام ابن تيمية في هذه المسألة – وأشهر كتب التفسير والحديث التي أكثرت من ذكر الإسرائيليات، وأقسام الإسرائيليات، وما يجوز أن يروى من أقسام الإسرائيليات.

ويتناول في الفصل الثالث : أشهر من اشتهر برواية الإسرائيليات من الصحابة أمثال (أبي هريرة، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن سلام)، وسبب روايتهم لهذه الإسرائيليات، وحكم الرواية عنهم. وكذلك أشهر من اشتهر برواية الإسرائيليات من التابعين أمثال ( كعب الأحبار، ووهب بن منبه)، وكذلك أشهر من اشتهر برواية الإسرائيليات من تابعي التابعين أمثال (محمد بن سائب الكلبي، محمد بن مروان السدى، ومقاتل بن سليمان) ثم تناول الإسرائيليات في كتب التفسير وأشهر من روى الإسرائيليات من المفسرين ضارباً المثل بجامع البيان للطبري، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير، وتفسير مقاتل ابن سليمان.

تحميل كتاب الإسرائيليات في التفسير والحديث PDF  اضغط هنـا

Powered by Froala Editor