شرح ألفاظ السّلف ونقض ألفاظ الخلف في حقيقة الإيمان

شرح ألفاظ السّلف ونقض ألفاظ الخلف في حقيقة الإيمان
4.99 دولار
التصنيف العقيدة
الصفحات 290
صيغة الملف pdf
حول الكتاب

شرحٌ متوسّطٌ لمذهبِ السّلفِ الصالِحِ في الإيمان، وتعريفِهِم لَه، فإنّ ممّا لاشكّ فيهِ أنّ بابَ الإيمان من أهمّ الأبوابِ الّتي يتحتّم على طَالبِ العِلمِ ضبطُها وتمييزَ الحقِّ فيها من الضّلال، حِفظاً لعقيدَتِه وصَوناً لدِينِه مِن تجاذُبِ الَأهواءِ ودَواعِي الانحراف.

ومع أنّ معتقدَ السّلفِ في هذا البابِ واضحٌ بيّن، والمصنّفاتُ فيهِ كثيرةٌ متعدّدةٌ، إلاّ أَنّي وَجَدتُ في بعضِ القضايا غُموضاً، سببُه بُعدُ كثيرٍ من طلبةِ العِلمِ والنّاشئَةِ بصفةٍ عامّةٍ عن مصنّفاتِ الأَئِمّةِ ـ أئِمّة السّلف، وجَهلُ كثيرٍ منهم بألفاظِهم ومَرامِيهِم بِعباراتِهِم، وأَحْوالِهم في إِطلاقِ بعضِ تِلكَ العِبارات، واعتمادُ غالبِيّةٍ عُظْمى مِنهم في تلَقّي أَحكامِ هذا البابِ عن الكُتُبِ المُعاصِرةِ المتأثّرةِ بما يُسمّى (الفكر الإسلامي)، والّذي ينطلِقُ أَغلَبُ كتّابِه مِن مُنطلَقاتٍ غريبةٍ عن منهجِ السّلفِ الصّالحِ، أو علَى الأقلّ بعيدةٍ عن ألفاظِ أهلِ العِلمِ وعِباراتِهم، ممّا نشَأ عَنه أنّ غالبيةً عُظمى مِن النّاشئَة لم يُحْسِن الفَهمَ عن السّلفِ في هذا الباب.

وكثيرٌ منهم أَخذَ بألفاظٍ رُويَت عن بعضِ السّلفِ لا تدلّ على مرادِه، فأَصدَر أحكاماً خطيرةً، يُبنى عليها إمّا مذهبُ الخوارجِ والمعتزلة، وإمّا مذهبُ المرجئة،  وكلاهُما باطلان.

ولا ريبَ أنّ من أسبابِ الخلاف القائِمِ هذِه الأيامِ في بابِ الإيمان اقتحامُ هذا المجالِ دونَ ضبطِ منهجِ السّلفِ فيه، ودون معرفةِ ألفاظِهم وفَهمِهم لهذا الباب، والنّصوص الّتي أحْكَمت أحكَامَه.

إضافةً إلى لجوءِ بعضِ المخلّطين إلى تفسيرِ ألفاظِ السّلفِ بحسبِ أهْوائِهم وتصوّراتِهم، أو تفسيرِها بمصطلحاتٍ حادِثةٍ لم يتكلّم بها السّلفُ، وهذا من دأبِ أهلِ البِدعِ، كما بيّن ذلكَ شيخُ الإسلامِ رحمه الله في مواضِعَ كثيرة، قال رحمه الله:«وهَذا من أَنفَعِ الأمورِ في مَعرِفةِ دلالَةِ الألفاظِ مُطلَقاً، وخُصوصاً ألفاظِ الكتابِ والسّنّة، وبهِ تزولُ شُبُهاتٌ كثيرةٌ كَثُر فيها نزاعُ النّاس، مِن جملتها: مسألةُ الإيمان والإسلام.

فإنّ النّزاعَ في مسمّاهما أوّلُ اختلافٍ وَقَع افتَرقَت الأمّةُ لأجلِه، وَصارُوا مختلِفينَ في الكتابِ والسّنّة، وكَفّرَ بَعضُهم بَعضاً، وقَاتَل بعضُهم بعضاً، كما قد بسَطْنا هذا في مواضعَ أخر، إذ المقصودُ هنا بيانُ شرحِ كلامِ اللهِ ورَسولِه على وجْهٍ يبيّنُ أنّ الهدى كلّه مأخوذٌ مِن كلامِ  اللهِ ورسولِه، بإقامةِ الدّلائلِ الدّالّة، لا بِذِكرِ الأقوالِ الّتي تُقبلُ بلا دليلٍ وتُردّ بلا دليل، أو يكونُ المقصودُ بها نَصْرُ غيرِ اللهِ والرّسول، فإنّ الواجبَ أن يُقصدَ معرفةُ ما جاءَ بهِ الرّسولُ واتّباعُه بالأدِلّة الدّالّة على ما بيّنه الله ورسُوله».

ومن هذا المنطلق كتبت هذا البحث، في بيانِ جوهرِ مذهبِ السّلفِ الصّالح في بابِ الإيمان، والطّريقةِ الّتي فَهِموا بها دينَ اللهِ وحَقيقَةِ شَرعِ اللهِ وسنّة رسولِ الله e في بابِ الإيمان ومسائلِه، وذلكَ باستعراضِ بعضِ النّصوصِ الشّرعيّة وألفاظِ الكتابِ والسّنّة، ومِن ثمَّ ألفاظِ السّلفِ الّتي تكلّموا بِها في مسائلِ الإيمان، قاصداً بذلك بيانَ أوْجُهِ هذِه الألفاظ، وتَكمِيلِ بعضِها لِبعضٍ دونَ تعسّفٍ أو تناقُض، على وجهِ الاختِصارِ، دونما إِخلالٍ أو اختزال.

كما رأيتُ تتميماً للفائدةِ أن أعرِضَ لأهمّ الألفاظِ البِدعيّةِ الخلفيّةِ في الإيمان، معَ بيانٍ مختَصَرٍ لوَجْهِ الضّلالِ فيها،


Powered by Froala Editor

قم بتسجيل الدخول حتى تستطيع التعليق

لا توجد تعليقات