شرح نصوص مختارة -الجزء الرّابع- قوله تعالى«أفَمَن يخلُقُ كَمَن لا يخْلُق»

أوراق عربية
حول الكتاب

من المعلوم للباحثين في مباحث الاعتقاد أنّ أسماء الله وصفاته من أعظم ما وقع فيه الخلاف بين السلف وبين مخالفيهم، وتعمّق الخلاف بينهم بسبب تنطع المخالفين وغلوّهم في التنزيه- زعموا- وتشعبهم في الجدل بين بعضهم البعض من جهة، وبينهم وبين السلف من جهة أخرى حتى كثر كلامهم وقل نفعه وزاد ضرره وآل الأمر بكثير منهم إلى الوقف أو الشك كما ذكر ذلك عنهم من ذكر.

ومن الصفات التي كثر الكلام فيها لتداخل مسائلها مع أبواب عديدة من العلم صفة (الخلق)، والمخالفون فيها كثير من الطوائف، بل لم يسلم لأحد من المتكلمين فيها مذهب إلا أهل السنة، لأنهم قَصَروا كلامهم على ما جاءت به النصوص، ولم يتعمّقوا ولم يتنطّعوا فكان مذهبهم العدل بين المذاهب وقولهم الوسط بين الأقوال.

وممّا يعرفه أهل السنّة أنّ أنواع التوحيد الثلاثة الّتي تحدث عنها الكتاب والسنّة مرتبطة ارتباطا وثيقا يدل بعضهاعلى بعض ويضمّن بعضها بعضا، كما قرره أئمّة السلف في غير موضع.

ومما جاء فيه هذه الآية العظيمة وهي قوله تعالى : {أفمن يخلق كمن لا يخلق} الّتي جات في ختم سياق يتحدث عن الربوبية ،  وبعد ذلك عاد السياق إلى تقرير توحيد الألوهية ، وهذا يبين لك منزلة الإيمان بهذه الصفة وما دلت عليه من أمور الربوبية والألوهية بل والأسماء والصفات كذلك.

ولهذا اخترت هذه الآية لتكون محلّ بحثنا  في صفة الخلق وعلاقتها بأنواع التوحيد الثلاثة.


قم بتسجيل الدخول حتى تستطيع التعليق

لا توجد تعليقات