إطلاق تجريبي
83770
منذ سنة
يعد تأليف النصوص وكتابتها موهبة إبداعيّة يمنحها الله تعالى لمن يختاره من من البشر، وتعد تلك الموهبة متفاوتة من حيث الدرجة من شخص إلى آخر فمنهم بين المبدع وآخر المتوسط الإبداع وما إلى نحو ذلك، ومما يمكن ذكره إنّ واحدة من الأسباب التي تساعد الكاتب في أن يبدع بما يؤلفه من نص هو اختيار ما يناسبه من نمط أدبي للتعبير عما يرغب به من أفكار، إذتاً فإن النمط يقصد به الطريقة التي سوف يتم من خلالها صياغة العمل الأدبي.
وهناك العديد من الأنماط الأدبية التي يتم الاعتماد عليها بالنصوص مثل النمط البرهاني، السردي، الإيعازي، والتفسيري، وغيرها؛ وهذا حتى يتاح للكاتب الكثير من الخيارات أثناء كتابته وإبداعه بالنص، ومن الأمثلة التي يمكن ذكرها على تلك الأنماط: النمط الوصفي، ومن اسمه يتضح ما له من غاية وهدف، ويشار إلى أنّ مؤشرات النمط الوصفي والنمط السردي تساعد القارئ على تمييزهم ومعرفتهم عن غيرهم من الأنماط الأخرى.
تتعدد انماط النصوص الادبية ومنها الوصف الذي يعتبر في الأدب واللغة نقل للصورة التي يتخيلها أو يراها الكاتب والتي وصفت بكونها ليست مجرد كتابة للكلمات ولكنه رسم لها، بما يعني أن النمط الوصفي أسلوب يتبعه الكاتب ببناء النص الخاص به معتمداً في ذلك على نقل صورة مباشرة حية لمي يرغب في الكتابة حوله، دون أشتراط أن يكون واقعي وصادق في ذلك الوصف.
حيث يكون للكاتب منطلق الحرية بالطريقة التي يعتمدها في الوصف ولكن الضروري في هذا ما يتعلق بخصائص النمط الوصفي ومؤشراته، حيث إنها هي ما يساعد القارئ على اكتشاف نمط النصوص وتحديد ميزاتها، وعلى ذلك يمكن التعرف على مقصد الكاتب وهدفه من وضع ذلك النص، ومن تلك الأهداف رغبة الكاتب في تقريب الصورة وتوضيحها لذهن المتلقي، أو رغبته في أن يكون المتلقي مطلعاً وعالماً بأدق وأهم تفاصيل الموصوف، وذلك حتى يتمكن من العيش في أجواء النص بمختلف تفاصيله، ومن أنواع النصوص المميزة بالنمط الوصفي الرواية والقصة والنصوص الخاصة بالوصف حيث يلزم من توافر النمط الوصفي بها.
لكلاً من انماط النصوص الأدبية خصائص ومؤشرات تظهر بشكل واضح بالنمط الوصفي، ويذكر أن النص الواحد قد يتضمن العديد من الأنماط الأدبية ولكن في الواقع يكون هناك نمط هو ما يسيطر ويغلب على النص أكثر من غيره وحينها يصنف بكونه هم نمط النص الأساسي، ويتوقف تحديد ذلك النمط وفق مقصد الكاتب الذي ذهب إليه في تأليفه، والمؤشرات التي ظهرت أكثر من غيرها، ومن أهم مؤشرات النمط الوصفي: [1]
يعرف السرد بأنه ما يتم الاعتماد عليه في نقل الأحداث والأخبار حولها عن طريق استعمال التصوير واللغة والعديد من وسائل التعبير الأخرى، ولكي يتم العبير عن ذلك النمط يلجأ الكُتاب إلى عرض عدد من الأحداث في إطار تسلسل زمني، مع الارتباط بالشخصيات التي تؤدي الأدوار وفق التسلسل المكاني والزمني، جميع تلك الأمور تأتي في إطار موضوع واحد، وفي حالة تعدد المواقف والأحداث من الهام أن يكون بذلك النص القائم على النمط السردي عبرة ومغزى تحمل أهمية وفائدة للقارئ. [2]
وغالباً ما يتواجد النمط السردي بالروايات والقصص والسير الغيرية والذاتية والعديد من الأصناف الأدبية التي تقوم على نقل عدد من الوقائع والأحداث المكانية والزمانية، بالإضافة إلى ذلك يعرف أن النمط السردي يقوم بمساعدة القارئ في تحديد أنماط النص والتمييز بينه وبين غيره من النصوص الأخرى. [2]
هناك العديد من مؤشرات النمط السردي ولكن أكثرها تواجداً ووضوحاً بالنصوص الأدبية ما يلي: [1]
ترتبط خصائص النمط السردي بالتبعية بخصائص الوصف مع العلم أنّ النص السردي يندرج في إطار مختلف الأنواع من النصوص مثل الخرافة، الحكاية، والقصة القصيرة، والحكاية، وغيرها، وتعد وظيفة السرد الأساسية هي الإخبار حول الأحداث إلى جانب نقلها، بواسطة التصوير أو اللغة أو غيرهما من مختلف وسائل التعبير، إذاً السرد أحد أنواع النصوص، مثل الحوار والوصف، إذ يدعم الحوار الوصف حينما يعكس الحوار السمات النفسية للشخصية وأسلوبها في التعبير عن أحاسيسها ومواقفها. [2]
ويعتبر الحوار من أهم أساليب الأداء والتعبير، وبالتالي فإنه يعد أحد وسائل التعبير عن المشاعر الداخلية، وعرض الوقائع الخارجية و تلك الوسيلة تتفق فيما بينها وبين الوصف، حيث إن الوصف هو ما يساعد على تنمية الحوار وتحققه، وهو ما يطلق عليه بالسرد المتقطع الذي يقوم على تقنية الوصف، بهدف الانتقال بين الأحداث والتعمق بوصفها، وبالتالي يمكن التعبير على أنّه الوصف يقوم على السرد، الذي يعتبر أحد تقنياتِ السّرد. [2]